تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 30/7/2004
أحمد الوادي
منذ أكثر من ربع قرن اتخذت القيادة قرارها الجريء بتشجير جبل قاسيون ليكون الرئة التي تتنفس منها دمشق بعد أن أدركت أن الكتل الإسمنتية راحت تغزو غوطتيها الشرقية والغربية, ولا بد من تعويض أشجارها وإيجاد المكان الملائم الذي يسعى إليه سكان المدينة ليكون الملاذ الواقي من حر الصيف, لاقى القرار آنذاك انتقادات كبيرة بعد أن ظن المنتقدون أن لا حاجة لتجديل الأقرع ,وأن الشعر لا يمكن أن ينبت على قرعته... إلا أن الإصرار على تنفيذ ما عقد العزم عليه بدأ وبدأت الحياة معه تدب في ذرا قاسيون الذي لبس عباءته الخضراء وكبرت الأشجار يوما بعد يوم وصار الأقرع غابة خضراء كثيفة الظلال, وسارعت الجهات المعنية لزرع المروج وتخطيط الحدائق ,وتوج قاسيون الأقرع سابقا باحتضان صرح الجندي المجهول ومعرضه الرائع الذي شكل التاج على رأس ملك القلوب ومالكها ورمز عزة دمشق وأهل الشام جبل قاسيون الشامخ أبداً...

وها هي محافظة دمشق تبذل قصارى جهدها لإضفاء الجمال والروعة على مروج قاسيون الخضراء والمساحات العشبية الرائعة التي يفترشها زائرو قاسيون ليلاً للتمتع بالإطلالة على دمشق ليروها- وكما قالوا قديماً- تعانق السحب.‏ ‏

وانتشرت الطرق والأرصفة والأطاريف وافتتحت المحال والمقاهي النظامية وتكاثر الطفيليون هناك فاحتلوا الأرصفة ووضعوا عليها الكراسي والطاولات, لتأجيرها لرواد الجبل, والغريب في الأمر أنهم يفرضون على الزبون رسم أجار طاولة 350ل.س إضافة لخمسين ليرة سورية ثمنا لأي مشروب بارداً كان ام ساخناً.‏ ‏

وهم بذلك يستغلون الزائر وينفرونه من تلك الطريقة في التعامل لأنهم ليسوا صناع سياحة أصلا ولا من أهلها ورجالاتها..‏ ‏

أما الزائر وصحبه فإنه يتناسى واجبه في الحفاظ على نظافة المرج والمكان ,ولا يكلف نفسه عناء اصطحاب كيس قمامة يضع فيه مخلفات ما أكل وشرب ,وينقله بعد الانتهاء من التمتع بليل قاسيون ومروجه إلى مكانه الصحيح, فيجسد بذلك النظافة بدل أكوام المعلبات والنفايات والزجاجات الفارغة وغيرها التي لا يصبح الصباح - وبفضل الجهود المضنية لعمال النظافة- إلا وتكون قد جمعت ونقلت الى حيث يجب أن تكون.‏ ‏

فالتعاون ما بين الزائر الباحث عن المتعة لقضاء وقت جميل, والجهات المعنية يجعل من مروج قاسيون وغاباته الثوب السندسي الأخضر الذي عملنا كثيرا لإسداله وإلباسه لجبل نرى فيه رمزاً لعزتنا وكبريائنا.‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏‏

 

 أحمد الوادي
أحمد الوادي

القراءات: 30254
القراءات: 30270
القراءات: 30264
القراءات: 30266
القراءات: 30262
القراءات: 30255
القراءات: 30265
القراءات: 30261
القراءات: 30256
القراءات: 30257
القراءات: 30266
القراءات: 30258
القراءات: 30258
القراءات: 30260
القراءات: 30259
القراءات: 30238
القراءات: 30255
القراءات: 30264
القراءات: 30260
القراءات: 30252
القراءات: 30256
القراءات: 30261
القراءات: 30258
القراءات: 30251
القراءات: 30283
القراءات: 30262
القراءات: 30253
القراءات: 30259
القراءات: 30261

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية