وها هي محافظة دمشق تبذل قصارى جهدها لإضفاء الجمال والروعة على مروج قاسيون الخضراء والمساحات العشبية الرائعة التي يفترشها زائرو قاسيون ليلاً للتمتع بالإطلالة على دمشق ليروها- وكما قالوا قديماً- تعانق السحب.
وانتشرت الطرق والأرصفة والأطاريف وافتتحت المحال والمقاهي النظامية وتكاثر الطفيليون هناك فاحتلوا الأرصفة ووضعوا عليها الكراسي والطاولات, لتأجيرها لرواد الجبل, والغريب في الأمر أنهم يفرضون على الزبون رسم أجار طاولة 350ل.س إضافة لخمسين ليرة سورية ثمنا لأي مشروب بارداً كان ام ساخناً.
وهم بذلك يستغلون الزائر وينفرونه من تلك الطريقة في التعامل لأنهم ليسوا صناع سياحة أصلا ولا من أهلها ورجالاتها..
أما الزائر وصحبه فإنه يتناسى واجبه في الحفاظ على نظافة المرج والمكان ,ولا يكلف نفسه عناء اصطحاب كيس قمامة يضع فيه مخلفات ما أكل وشرب ,وينقله بعد الانتهاء من التمتع بليل قاسيون ومروجه إلى مكانه الصحيح, فيجسد بذلك النظافة بدل أكوام المعلبات والنفايات والزجاجات الفارغة وغيرها التي لا يصبح الصباح - وبفضل الجهود المضنية لعمال النظافة- إلا وتكون قد جمعت ونقلت الى حيث يجب أن تكون.
فالتعاون ما بين الزائر الباحث عن المتعة لقضاء وقت جميل, والجهات المعنية يجعل من مروج قاسيون وغاباته الثوب السندسي الأخضر الذي عملنا كثيرا لإسداله وإلباسه لجبل نرى فيه رمزاً لعزتنا وكبريائنا.