تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 30/7/2004
قاسم البريدي
الشراكة الأوروبية السورية على الأبواب وقد أكد السيد وزير الزراعة لوفد متابعة لها أن فائض المنتجات الزراعية يصل إلى ما بين 30 إلى 40% وهو يتمتع بالجودة والمواصفات المطلوبة.

وإذا كانت الفرصة المنتظرة هي الأسواق الأوروبية باعتبارها من أكبر أسواق الاستهلاك في العالم, فإن الاستعداد لذلك ينطلق من سد الثغرات المتمثلة أساساً بعدم وجود شركات متخصصة لتسويق الخضار والفواكه واللحوم وضعف عمليات التوضيب والتوليف. ‏

والمسألة لا تتوقف هنا عند إحدى قنوات التصريف المنتظرة إنما تجعلنا نفكر بأقنية متعددة ومتنوعة للتعامل مع هذا الرقم الضخم من فائض المحاصيل الزراعية والذي بات عبئاً ثقيلاً على الفلاحين في كل موسم حصاد وقطاف حيث تتدنى الأسعار إلى أقل بكثير من الكلفة الحقيقية. ‏

ونذكر مثالاً شهيراً عن فرنسا التي تعد أول منتج ومصدر أوروبي للمنتجات الزراعية فهي خامس منتج للحبوب عالمياً إذ تنتج سنوياً 66 مليون طن منها 36 مليون طن قمح و16 مليون طن من حبوب الذرة, وكذلك الحال في إنتاج الشوندر السكري 31 مليون طن والحبوب الزيتية 5.5 مليون طن. ‏

وقد يستغرب البعض أن اقتصاد فرنسا الإجمالي يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة إنما مضافاً إليها الصناعات الزراعية ومقابل عدد العاملين بالزراعة البالغ 885 ألفاً وعدد مشاريع الاستثمار الزراعية البالغ 680 ألفاً هناك 398 ألف شخص يعملون في الصناعات الزراعية وعدد الشركات الكبيرة 4200 شركة, وحجم المبالغ الموظفة في هذه الصناعات 112 مليار يورو سنوياً. ‏

فلماذا لا نستفيد من هذا الدرس بعدما قطعنا في سورية أكثر من نصف الطريق عندما نجحت الزراعة عندنا بشكل مذهل وخلال فترة قياسية وتحولنا من بلد مستورد لكثير من المنتجات الزراعية إلى بلد مصدر ولديه فائض كبير ويمكن أن يصبح كبيراً جداً لو نجحنا بتصريفه داخلياً أو خارجياً.. والسؤال: من أين نبدأ? ‏

لابد من العمل على خطين متوازيين, الأول هو تشجيع الاستثمار الزراعي لا سيما في مجال التسويق, والثاني: تشجيع الصناعات الزراعية بشكل عام والغذائية بشكل خاص وهذا مجال واسع جداً بدءاً بصناعة اللحوم والألبان وانتهاء بالمشروبات الطبيعية, ونذكر هنا مثالاً عن تصنيع البندورة ضمن عشرات الأشكال كالكاتشب والعصير ومعلبات المقشر والمقطع وهذا ينسحب على باقي المحاصيل كالبطاطا والفواكه التي تصنع منها العصائر والمعلبات وغيرها عدا فروع الكونسروة والمواد المثلجة والمأكولات الجاهزة ونصف الجاهزة. ‏

ولا ننسى أن السوق المحلي والعربي يتعطش إلى عشرات الأصناف من الصناعات الغذائية, ويمكن كذلك تغيير بعض العادات الاستهلاكية الخاطئة فعوضاً عن مئات المشروبات الغازية غير المفيدة يمكن الاستعاضة بمئات الأنواع من عصائر الفواكه الطبيعية الطازجة وكذلك الألبان والأجبان فهي بحر من الأشكال والأذواق. ‏

 

 قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 30259
القراءات: 30256
القراءات: 30257
القراءات: 30272
القراءات: 30252
القراءات: 30252
القراءات: 30255
القراءات: 30255
القراءات: 30258
القراءات: 30251
القراءات: 30256
القراءات: 30261
القراءات: 30269
القراءات: 30260
القراءات: 30256
القراءات: 30255
القراءات: 30255
القراءات: 30265
القراءات: 30259
القراءات: 30262
القراءات: 30259
القراءات: 30263
القراءات: 30258
القراءات: 30260
القراءات: 30259
القراءات: 30256
القراءات: 30255
القراءات: 30259
القراءات: 30255

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية