تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 30/7/2004
د.حيدر حيدر
فجأة دبت الحمية (الانسانية) بالمسؤولين البريطانيين والاستراليين وأبدوا جاهزيتهم لإرسال قوات عسكرية إلى إقليم دارفور السوداني, مفسحين المجال لإدارة بوش لمواجهة المعركة المحتدمة في السياق المحموم إلى البيت الأبيض.

عموما, إن التباكي على الأوضاع الإنسانية, ليس جديدا, وخاصة في المناطق الغنية بالثروات, أو ذات الأهمية الاستراتيجية, أو كليهما معا, كالمنطقة العربية, فقد سبق لإدارة بوش أن ارتفع (عويلها) جراء الاضطهاد الذي يعانيه شعب العراق من الطاغية صدام, لتسوقه كأحد أسباب شن الحرب ضد هذا البلد, وقبل ذلك, وباسم مكافحة الإرهاب, ومستفيدة من التعاطف العالمي الواسع مع الشعب الأميركي, عقب أحداث أيلول, شنت حربا لا تبقي ولا تذر ضد أفغانستان. ‏

دروس التاريخ المحفوظة جيدا عن ظهر قلب, تظهر بجلاء أن فرسان العولمة يستعجلون فرض عقوبات ضد السودان للضغط على حكومته وإرباكها, وإحباط الجهود العربية والإفريقية, تمهيدا لخلق الظروف المناسبة لتقسيم هذا البلد العربي وبالتالي تسهيل ابتلاعه. ‏

وإلا فما السبب الداعي لإطلاق التهديدات المتكررة والتصريحات النارية, علما أن السودان كغيره من الدول النامية يعاني من ظروف صعبة ساهم في خلقها المستعمرون أنفسهم إبان احتلالهم لهذا البلد ولسائر القارة الإفريقية. ‏

فهل حال الأوضاع السيئة للسكان وتحسين ظروف حياتهم يتطلب غزوا اجنبيا وعدوانا خارجيا?!. ‏

أم أن الحل يكمن في التفاوض المجدي وبذل الجهود لمساعدة الخرطوم على الخروج من أزمة دارفور المتشابكة الخيوط. ‏

فرنسا وبلسان وزير خارجيتها ميشيل بارينيه أعلنت أن (الأزمة لا يمكن حلها دون السودان أوضد السودان بل بالتعاون مع السودان). ‏

كذلك أكدت روسيا أنه لا ضرورة لفرض عقوبات على الخرطوم, مشيرة إلى وجوب إعطاء الفرصة والوقت لتسوية الوضع في دارفور. ‏

والسودان رغم كل هذا لم يطلب إلا التريث لإيجاد مخرج سياسي للأزمة بعيدا عن لغة التهديد والعقوبات لاستكمال الجهود الهادفة لحل المشكلة سلميا, بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وكذلك مع الأمم المتحدة. ‏

أما الذين يستعجلون العقوبات والتدخل العسكري, فنياتهم مفضوحة وهي لا تنطلي على أحد, اللهم إلا المتعاملين معهم لتهيئة المسرح لعدوان جديد وتقاسم (كعكة الغنائم). ‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية