تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 16/7/2004
قمر كيلاني
لاتزال المؤتمرات والندوات واللقاءات تعقد على كل المستويات في نقاش جاد وساخن حينا... وبارد مثلج أحيانا أخرى.. كل ذلك من أجل دور الإعلام العربي محليا وعربيا ومن ثم عالميا.. لكن الأمر الآن يتخذ وجهة أخرى أكثر خطورة وهو (عولمة) الإعلام, أي صهر الإعلام العربي في أتون الإعلام العالمي وجعله يتوهج او يضيء خلال الخطة الإعلامية العالمية وكأن ليس له فاعلية او دور او خصوصية.. وكأن الإعلام العربي رغم ما ينفق من أجله من أموال.. وما يكرس له من قدرات وخبرات أصبحت معترفا بها في كل أنحاء العالم أقول كأن هذا الإعلام مقصر.. او لا يعرف الهدف منه.. او كأنه لا يدرك ما يجب عليه كما الطفل في نشأته او حداثته.

وما ازدياد عدد القنوات الفضائية والأخرى الإذاعية.. وتنامي دور الصحف والمجلات إلا ظاهرة ورم.. او ترف لا محل له مادام الإعلام العالمي يتسلم الدور الرئيسي. ‏

صحيح أن إعلامنا العربي لم يبلغ مرحلة النضج والكمال اللذين وصل إليهما الإعلام الغربي قياسا للزمن, ولكننا أمة عرفت, فالإعلام منذ الجاهلية وصدر الإسلام وإن اختلفت الأساليب كل الاختلاف بين القصيدة الشفوية التي كانت تسري من بلد الى آخر سريان النار او الماء.. وليس انتهاء بالمراسلات والمكاتبات التي كانت توزع على الأمصار من أجل سرد الوقائع.. وتوثيق الحقائق.. بل نشرهما بين الناس.. هذا عدا عن المنادين في الحارات والأسواق وفي كل منفذ من منافذ المدن يبلغون الأوامر والنواهي.. وعدا عن العلماء في حلقاتهم.. والأئمة في مساجدهم.. والقضاة في دور القضاء.. الخ... ‏

إذن فنحن نعلم ما الإعلام.. وإن كنا تطورنا مع أسلوب العصر.. وأخذنا من التكنولوجيا ما أخذته كل أمم الأرض.. لأن هذه التكنولوجيا هي إنجازات للبشرية جمعاء ولو كان إنتاجها في بلاد بعينها.. او من خلال علماء وخبراء بعينهم. ‏

والأمة ذات الحضارة تعبر عن نفسها بنفسها.. والأمة الناهضة الناشطة تقود نفسها بنفسها الى دروب تقدمها.. بل وتفوقها ولو استعارت أدواتها من سواها. ‏

نعلم ما الإعلام.. وندرك أهميته الآن كما يدركون.. ولكننا لا نرمي بسلاحنا مهما كان هذا السلاح في أيدي من يعادينا.. او على الأقل في يد من لا يحرص على مصلحتنا حرصه على الهيمنة والسيطرة العالميتين على كل شيء حتى وسائل التعبير والتفكير. ‏

وكما نعلم ما الإعلام.. نعلم سبيلنا الى تطويره وتحديثه.. والى جمعه عربيا في سياق واحد.. وإيقاع واحد.. وما التجارب التي يمر بها إعلامنا العربي.. بل الأخطاء التي يقع فيها إلا وسيلة من الوسائل التي توصلنا الى أهدافنا.. وما ذلك علينا بعسير ونحن نمتلك سواء في الأوطان ام في المهجر هذه القدرات والإمكانيات.. ويكفينا أننا نمتلك جميعا هذه اللغة البحر.. التي هي العربية.. والتي لا تغيب شمسها عن أي عربي مهما بعدت به المسافات عن أهلها وينابيعها الثرة.. ومهما أتقن من لغات أخرى في بلاد أخرى. ‏

 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 30398
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30397
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30386
القراءات: 30396
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30398
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30393

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية