والمسألة هنا لا تحتاج الى العم فيثاغورث العالم الرياضي الأشهر لحلها ولا الى نيوتن مكتشف قانون الجاذبية للتأكيد على أن من يعملون في القطاع الخاص تنطبق عليهم قوة جذب لوائح الأجور والرواتب وما يستتبعها من نسب الزيادة التي يحصل عليها القطاع العام والتي تحسب وفق نظرية فيثاغورث.
شكايات كثيرة جاءت إلينا مسرعة لتؤكد أن بعض أرباب العمل في القطاع الخاص يصرون على التعامل مع النصف الملائكي فقط لعمالهم, فمن الثلاث زيادات التي تحققت على الرواتب والأجور, لم يصبهم من الحب جانب ومن الجمل سوى أذنه.. أعني أن الزيادة الأولى ال¯ 25% تم تسليمها لهم بالكامل أما الزيادة الثانية هي ال¯ 20% فقد تقاسمها رب العمل مع العامل نص نص.. فالعامل أخذ 10% بعد ثمانية أشهر من تنفيذها, أما النصف الثاني فقد تم تحويله الى التأمينات الاجتماعية على مبدأ من (دهنه سقيلو) كما حذفت منها الحوافز والمكافآت واستتباعاتها ودون إضافة فروقات الأشهر الثمانية السابقة.
أما الزيادة الثالثة فإنها لم تصل بعد الى جيوب أحد من العمال.. ولعلها لم تصل حتى الى آذان أرباب العمل على اعتبار أن بعضها من نوع مادة التيفال التي لا تلصق أبدا.
يبدو أن هذا العرض سيظل ساري المفعول ولأجل غير مسمى من معاناة العاملين والذين يداومون 8 ساعات على امتداد أيام الشهر كاملة دون انقطاع حسب مبدأ التعامل مع النصف الملائكي فيهم والذي لا يتعب ولا يكل ولا يمل إلا بأوامر من صاحب العمل.
إنها فجوة كبيرة في البنية الأساسية للتعامل بين العامل ورب العمل في القطاع الخاص من الضروري ردمها او حتى ملؤها ولو بالآمال.
لا أعرف كم من الصبر يجب أن يمتلك العامل الذي يأكل رب العمل حقوقه لكي لا تطير طاسة رأسه واسمحوا لي أن أقول جملة: إنه مهما كان الصبر مرا فإن ثماره حلوة وإذا لم تحلو رشوا عليها سكر فبكل الأحوال البطالة وحش لا يرحم.