تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 16/7/2004
أحمد الوادي
وكأني بشاعر الحكمة العربي أيام الجاهلية زهير بن أبي سلمى يقف هذه الأيام على أطلال جامعاتنا, يلقي روائع حكمته, وثمرة تجاربه, مردداً ما قاله قبل ألف وخمسمئة سنة:

رأيت المنايا خبط عشواء, من تصب تمته, ومن تخطىء يعمر فيهرم.. ‏

مع تعديل طفيف غير فيه المنايا بكلمة القرارات وكلمة تصب بكلمة يدرس جراء القرارات التي راحت تطالعنا بها الجهات الوصائية على التعليم العالي, خلال الأعوام الأخيرة بدءاً بقرار التثقيل المش¯¯ؤوم, الذي أثقل كاهل الكثيرين, وكسر ظهورهم, وحطم أحلامهم, وانتهاء بالكتاب رقم 4814 تاريخ 3 حزيران 2004 الصادر عن رئاسة جامعة دمشق, المشير الى الإعلان رقم 4063/ص تاريخ 11/5/2004 للراغبين في الالتحاق بدبلومات الدراسات العليا- جامعة دمشق للعام الجامعي 2004/,2005 والمستند الى قرار مجلس التعليم العالي رقم 170/م.ت.ع تاريخ 16/5/2004 وجاء فيه: ‏

تعدل الفقرة 3 من البند 2 من أولاً من الإعلان المذكور وتصبح كما يلي: ‏

تقبل الطلبات الشرطية للطلاب الذين يتوقف حصولهم على الشهادة الجامعية المطلوبة على نجاحهم في امتحان الفصل الثاني للعام الجامعي 2003- ,2004 هذا الكتاب جاء سهماً قاتلاً, وطعنة نجلاء في الصميم, للطلاب المتفوقين جداً, وتتجاوز معدلا ت نجاحهم الثمانين بالمئة في معظم كليات جامعات القطر, لأنه أوقعهم في حيرة من أمرهم, ومطب لا ذنب لهم فيه, بعد أن اطلعوا على الإعلان رقم 4063/ص, الصادر في فترة التحضير للامتحانات الجامعية 11/5/,2004 ووجدوا أن الفرصة متاحة ومتساوية للقبول في دبلومات الدراسات العليا للخريجين خلال الفصل الثاني, وخريجي الدورة الاستثنائية (التكميلية), لأنهم حقاً متفوقون, وحريصون كل الحرص على تحصيل المعدلات الأعلى, والنتائج الأسمى والأرقى, برمجوا أنفسهم على تقسيم موادهم ما بين الفصل الثاني والدورة التكميلية, عندما طووا كشحاً, وغضوا الطرف عن المواد التي شعروا أنهم لن يحصلوا على مجموع ممتاز فيها, وأجّلوها الى الدورة الاستثنائية, ووضعوا نصب أعينهم وبذلوا كامل الجهد على المواد الأخرى, التي أيقنوا أنهم سيبدعون فيها, ولم ينكروا قط أن حسابات السرايا لا تنطبق على حسابات القرايا.. وأن الإعلان سيعدل خلال أقل من شهر, اعتكفوا للدراسة والجد والاجتهاد والسهر تنفيذاً لما آمنوا به من حكم أشارت الى أن من طلب العلى سهر الليالي, ولأنهم فعلاً طلاب علا سهروا وجدوا, إلا أن الطامة الكبرى جاءتهم من حيث لايحتسبون, عندما تم تعديل الإعلان بشكل مفاجىء, حارماً الطلاب المستفيدين من الدورة التكميلية- وفق النص السابق للإعلان- من حق المفاضلة والتقدم إلى دبلومات الدراسات العليا, ولم يبلغ هؤلاء الطلبة بهذا التعديل إلا بعد مرور ثلاثة عشر يوماً من بدء الامتحانات الجامعية للفصل الثاني, فإذا كانت الجهات الوصائية على الطلبة, وخاصة المتفوقين جداً حريصة عليهم فما عليها إلا إثبات ذلك من خلال إعادة النظر في القرار المذكور أو تأجيل تنفيذ مضمونه هذا العام حتى العام القادم, لأن الطلبة لم يبلغوا بالتعديل إلا بعد مرور نصف فترة الامتحانات الجامعية, ولأن صدور القرارات ينطبق عليه ما قالته العرب قديماً, ما هكذا تورد الإبل.. وما هكذا نكافىء المتفوقين جداً, وما هكذا تصنع القرارات وتصدّر, دون تخطيط مسبق, ودراسة وتدقيق وتمحيص, وبغير ذلك تكون قراراتنا ارتجالية, لاتخدم الغاية المنشودة من وجودها! ‏

 

 أحمد الوادي
أحمد الوادي

القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30379
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30388

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية