ومن المعروف أن حركة الناس باتجاه المصايف والشاطىء تكثر في هذا الفصل,يضاف إليها حركة المغتربين والسياح الذين يصطحبون معهم أحياناً بعض الأغذية والمشروبات والتي قد تتعرض للتلوث بسبب سوء حفظها أثناء السفر.
كما تكثر معسكرات الجامعات والشبيبة والأطفال في أرجاء مختلفة من البلاد وهي تحتاج إلى مأكولات جماعية, إضافة إلى زيادة ارتياد الناس للمطاعم والمقاهي وغيرها.. مما يعني في نهاية الأمر أن الكثيرين معرضون لتناول وجبات الطعام والمشروبات بأنواعها خارج المنازل.
ومن جهة ثانية تكثر الخضروات والفواكه ويزداد عدد الباعة الجوالين الذين يبيعون المواد الغذائية المكشوفة المعرضة للغبار وأشعة الشمس, ويرافق ذلك كله نشاط الحشرات والبعوض والذباب بعد فترة من كمون طويلة في فصل الشتاء.
وهذا يعني أن الحذر مطلوب من الكبار والصغار بزيادة الاهتمام بالنظافة الشخصية عند تناول أي شيء من شراب أو طعام أو حتى مسليات مختلفة, ولابد من الحذر في تناول المأكولات خارج المنزل خصوصا المعرضة أكثر من غيرها للتلوث كالخضروات والمزروعات الأرضية ,والحشائش التي تؤكل نيئة وكذلك المأكولات المعروضة مباشرة في الشوارع بما فيها من دخان وغبار وحرارة شمس مرتفعة كالشاورما والبوظة ومقبلات الأطفال وغيرها.
والأهم كيفية التعامل مع المواد عالية الحساسية كالحليب والبوظة والبيض واللحوم فإن لم تكن محفوظة بشكل جيد أو طازجة ستصبح فاسدة وستتكاثر الجراثيم فيها بسبب حرارة الصيف العالية والغبار, وبمجرد تناولها سيصاب الناس بأمراض التسممات الغذائية وبالأخص التهابات المعدة والأمعاء وقد تكون بعض الحالات خطيرة وتتطلب دخول المشفى.
وأمام ذلك كله لا بد من تكثيف حملات التوعية لأفراد الأسرة للامتناع عن تناول الأطعمة المشكوك بأمرها, والمنتهية الصلاحية من خلال لونها ورائحتها, والتأكيد على النظافة للخضار والفواكه وغسلها بالماء والصابون أو المعقمات الأخرى كالخل وبرمنغنات الصوديوم عند الشك بها ليصبح تناولها آمناً, وغلي الحليب لفترة لاتقل عن 20 دقيقة.
أما تناول الطعام والشراب خارج المنازل فهنا المشكلة الأهم والمطلوب تعاون الجميع من أجل أن يبقى الغذاء نظيفا وآمناً.. خصوصاً في ظل غياب الجهة الموحدة والمسؤولة عن رقابة المواد الغذائية اعتباراً من المنتج الزراعي الخام وانتهاء بالمادة الجاهزة للأكل.
وإذا كانت دوريات الرقابة على المطاعم ومحلات العصير تقوم بدورها من خلال أخذ عينات من المأكولات وفحصها, فإن قسماً لابأس به من موظفيها اعتادوا على الإكراميات الثابتة التي تجعلهم لايدخلون المطابخ ولايراقبون نظافة العمال وارتدائهم القفازات واللباس الخاص ولهذا كله يبقى المواطن المسؤول الأول عن عدم التعامل مع المحلات والمطاعم المشكوك بها ويستبدلها بالأماكن الموثوقة التي تحافظ على اسمها ونظافتها.