تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 16/7/2004
د.حيدر حيدر
يستطيع طوني بلير النوم والاستيقاظ مطمئناً, ولو إلى حين, كونه احتفظ بمنصبه رئىساً لوزراء بريطانيا بعد تقرير اللورد باتلر.

لكن الجنود الذين أرسلهم إلى العراق بذريعة ثبت بطلانها, وهي البحث والقضاء على أسلحة الدمار الشامل هناك, لن ينعموا بالراحة, فقد يقضوا تماماً أنهم أرسلوا لموت مجاني, جراء سياسة خرقاء. ‏

والبريطانيون أيضاً ينهشهم القلق على مصير أبنائهم وينتابهم الخوف من المستقبل كونهم محكومين من رجال سياسة يرتكبون الحماقات ثم يقدمون الاعتذار خوفاً على مناصبهم. ‏

وقبل بلير تملص الرئيس الأميركي جورج بوش من مأزق مماثل, عندما برهنت تقارير لجان الكونغرس ,أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل ولا علاقة لنظامه السابق بتنظيم القاعدة. ‏

ويموت الجنود الأميركيون مجاناً أيضاً, بل يتحولون إلى قتلة في بلاد تبعد عن أميركا آلاف الأميال. ‏

ومن أجل ماذا? ‏

ما توصلت إليه اللجان الأمير كية والبريطانية يتحول شيئاً فشيئاً. ‏

وهكذا ينبغي أن تسير الأمور, إلى لحظة سياسية عميقة ومهمة لمراجعة الحسابات سواء بالنسبة لصناع القرار أو لقادة المعارضة وللأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية..الخ. ‏

بوش وبلير ومعهما حشد من المنتفعين قدموا بدلاً عن الحقائق, كراسات دعائية لتبرير شن الحرب, و(بعاطفة متقدة) دافعوا عن الغزو دون أساس أخلاقي, أو أسباب مقنعة وتجاوزوا معارضة الأميركيين والبريطانيين, بل والعالم أجمع, وبمهارة مكشوفة لفقوا التهم واستعجلوا الهجوم , لكن حساباتهم لتحويل المواد الاستخبارية إلى ذهب إعلامي- حسب التعبير الدارج- لم تنفعهم طويلاً, فالوقائع على الأرض تختلف تماماً عما كانوا يخططون ويشتهون, اللهم إلا الدمار والدماء. ‏

وهي شواهد حية على سياسة رعناء يدفع ثمنها الأبرياء. ‏

الفيصل الآن,هو ما يجري في العراق, وهو أيضاً الرأي العام الأميركي والبريطاني الذي بدأ يدير ظهره لبوش وبلير ويتحرك حثيثاً لوضع حد لهذه السياسة ولم تعد تنفع معه الاعتذارات ولا الأسف. ‏

الرئيس الأميركي في جولة انتخابية في ويسكنسون, استعطف الحضور قائلاً: (أعطوني أربع سنوات إضافية وستنعم الولايات المتحدة بمزيد من الأمان وتصبح أفضل وأقوى..) ‏

لكن المعارضين هتفوا: (بوش يكذب, الجنود يموتون) ‏

نعم الدماء تجري في العراق, والقتل يتواصل. ‏

ومن أجل ماذا?! سؤال مخيف, لا يستطيع رجال السياسة القابعين في البيت الأبيض وفي داونغ ستريت الإجابة عليه. ‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية