تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 20/7/2004
أحمد ضوا
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يدعو فيها مسؤول إسرائيلي يهوداً في بعض دول العالم للهجرة إلى إسرائيل ما دام المجتمع الدولي يتجاهل أو يغض النظر عن الصيغة العنصرية والعرقية الفاضحة لهذه الدعوات من قبل المسؤولين الصهاينة وطبيعتها الاستيطانية الاحتلالية, وتأثيرها على الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق والتاريخ في فلسطين.

فبغض النظر عما تشكله دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي أرئيل شارون ليهود فرنسا بالهجرة إلى إسرائيل فوراً من تدخل مباشر واستفزازي في الشؤون الداخلية الفرنسية والموقف الفرنسي الذي رفض هذه الدعوة, فإن صدورها في وقت تنظر فيه الشرعية الدولية بقرار محكمة لاهاي حول جدار الفصل العنصري يشكل حافزاً ودافعاً ملحاً لطرح هذا الموضوع الذي ينطوي على اعتقادات عنصرية وعرقية أمام المجتمع الدولي للنظر بمخاطره الكبيرة على مستقبل الجهود الدولية التي تبذل لمنع تكرار مآسي الماضي التي غذتها الأفكار العنصرية والعرقية لنازية هتلر وفاشية موسوليني. ‏

فإسرائيل كقوة احتلال استخدمت منذ قيامها وحتى الآن أساليباً متعددة لدفع يهود العالم للهجرة إلى فلسطين ولم تستثني الأعمال الإجرامية والإرهابية في سياستها هذه ضد بعض الأقليات اليهودية في بعض الدول بهدف بث الرعب والذعر والخوف بين أوساطهم لدفعهم إلى الهجرة لفلسطين, والوثائق الإسرائيلية كشفت عن عمليات إرهابية وإجرامية ارتكبها الموساد الإسرائيلي ضد الأقليات اليهودية في البلاد العربية بعد قيام إسرائيل وفي الدول الشرقية التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي السابق وحلف وارسو. ‏

استغلال شارون لقدوم حوالى 500 يهودي من أمريكا الشمالية الى إسرائيل بتوجيه الدعوة إلى يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل فوراً يحمل بين طياته حقداً دفيناً على الموقف الفرنسي إزاء الصراع العربي- الصهيوني والأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية على يد القوات الإسرائيلية المحتلة ,وتالياً الغضب الصهيوني من الإخفاق والفشل الذي رافق المحاولات الإسرائيلية المتتالية بتسجيل نجاح حقيقي إزاء دفع اليهود الفرنسيين للهجرة إلى فلسطين رغم كل المغريات التي قدمتها إسرائيل في هذا الشأن. ‏

وتكشف بنفس الوقت عن المساعي الإسرائيلية لخلق شرخ بين اليهود الفرنسيين المتمسكين بهويتهم الفرنسية والمجتمع الفرنسي. ‏

إن رفض فرنسا لدعوة شارون هذه واعتبارها غير مقبولة لا تكفي لردعه عن تكرار هذا الموقف لاحقاً لاسيما وأنها ليست المرة الاولى التي يوجه فيها شارون الدعوة لليهود الفرنسيين , والمفترض ألا يتم التعامل مع هذا التصرف الإسرائيلي من منطلق التدخل في الشؤون الداخلية الفرنسية فحسب وإنما وضعه في سياقه القائم على التوجهات العنصرية والعرقية للمسؤولين الإسرائيليين الذين يتحدثون علناً عن السعي لإقامة ما سمي الدولة اليهودية النقية تمهيداً لطرد وتشريد ما تبقى من الفلسطينيين في أراضي 1948 كمرحلة لقيام هذه الدولة المزعومة. ‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30400
القراءات: 30396
القراءات: 30398
القراءات: 30397
القراءات: 30400
القراءات: 30399
القراءات: 30399
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30397
القراءات: 30402
القراءات: 30393
القراءات: 30399
القراءات: 30398
القراءات: 30394
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30397
القراءات: 30394
القراءات: 30399
القراءات: 30403
القراءات: 30399
القراءات: 30400
القراءات: 30396
القراءات: 30400
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30398
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30403
القراءات: 30398
القراءات: 30389
القراءات: 30399
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30396
القراءات: 30398
القراءات: 30400
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30404
القراءات: 30400
القراءات: 30393
القراءات: 30400
القراءات: 30395
القراءات: 30398
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30396

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية