ووفرت الهطولات الجيدة خلال الموسمين الأخيرين تدفق المياه بمجرى فروع النهر والتي غابت لسنوات مضت نتيجة انخفاض معدلات الأمطار وبسبب التعديات على مجراه في منطقة سهل الزبداني.
وللحفاظ على نقاوة مياه بردى لابد من استكمال ما بدأته دمشق فيما يتعلق بمشروع, رفع مجاري الأبنية المتاخمة للنهر عن المجري ,وتحويلها إلى القناتين المنفذتين على جانبيه فلا يعقل أن يدشن تهذيب النهر منذ أكثر من عام ,ومازالت نصف مساقط الصرف الصحي تلوث مجراه.
ويبدو أن المعنيين يتجاهلون المساطب والمقاهي التي كان من المقرر أن تستثمر على طرفي النهر, فاتحين بذلك المجال أمام التعديات التي قد تحصل على حساب حقوق المحافظة وجمال المدينة.
وعودة إلى أهمية تأمين المياه لمجرى بردى خلال أشهر الصيف, وهذا ممكن بدون اعتماد فكرة جر المياه من عدرا باعتبارها تحتاج إلى نفقات مادية كبيرة.
إن الحل المقبول لتأمين تدفق المياه بمجرى بردى يكمن بتنفيذ الدراسات المنجزة لإقامة محطات معالجة في كل من الزبداني,وبلودان,ومنطقة الخضرة, ودمر, وقدسيا والتي تقع جميعها على سرير النهر.
و إضافة إلى أن محطات المعالجة تؤمن مياهاً لمجرى النهر وتسقي بنهاية المطاف أراضي الغوطة, فإن تلك المحطات أضحت ضرورة ملحة لأهم المناطق السياحية القريبة من دمشق, وذلك لحماية البيئة من التلوث ورفع الضرر الناتج عن مخلفات الصرف التي تؤذي الأراضي الزراعية وصولاً إلى المياه الجوفية ,مما يترك آثاراً سلبية على الصحة العامة.
وإنه بردى يناشد الحريصين في محافظتي دمشق وريفها رفع الضرر عنه وتجميل ضفتيه بالحدائق والمتنزهات,وتوفير المياه لفروعه مع اشتداد درجات الحرارة.. فهل يلقى آذاناً صاغية?
