لكن وكما قلنا لنا بعض الملاحظات, بل لنقل بعض التساؤلات على إصدار النتائج بواسطة شبكة الانترنت, صحيح أن هذه المسألة تشكل حالة حضارية لكن نتساءل!
كم عدد المواطنين الذين يمتلكون هذه الخدمة?!
وبالتالي كم عدد المدارس التي تمتلكها أيضا?!
وهل هذه الخدمة متاحة في أريافنا المترامية الأطراف على امتداد الوطن الغالي?!
لنعترف وبكل صراحة ووضوح, إذا كانت غالبية المدارس لا تمتلك خدمة الانترنت, لأنه بالأساس لا يوجد لديها ربما هاتف, فما بالكم بأولئك الذين يقيمون في قرى متباعدة جداً تكاد تفتقر لأبسط الخدمات..
طبعاً نحن لاننتقد وزارة التربية, لأن المسألة لا ترتبط بها وحدها, فهي تعمل مشكورة كي تنتقل من (حالة) اعتيادية روتينية, إلى (حالة) متطورة تريد من خلالها مجاراة أغلبية الدول المتقدمة, لكننا نذكر التربية هنا أن تلك الدول لم تعد مجاراتها من خلال استخدام الشبكات الحاسوبية, ومواقع الانترنت الذي مازال متخلفاً عندنا, مجاراتها تتطلب إعادة النظر بنظامنا التربوي وأسلوب تطبيقه منهاجاً وكتاباً درسياً وإدارة مدرسية, وعلاقة تبادلية بين المدرسة والبيت من جهة, والطالب والمعلم أو المدرس من جهة ثانية, ونعتقد جازمين أن لدى السيد وزير التربية برنامجاً تربوياً متكاملاً نأمل أن نراه قريباً.
ونعود من حيث بدأنا ونقول: إن رؤية السيد الرئيس للتفوق على أنه ذروة العطاء, والمتفوق يريد باستمرار متابعة الوصول إلى الذروة من خلال التقدم الدائم والمستمر, والذروة بالمخطط البياني هي صعود أعلى القمم, ومن ثم الهبوط ثم الصعود ثانية, ومسيرة النجاح هي عبارة عن مجموعة لامتناهية من القمم لا تنتهي إلا بانتهاء حياة الإنسان.
والطلاب الذين يحققون التفوق كل عام في امتحانات الشهادات إنما يؤكدون تلك المقولة, لكنهم بالمقابل يحتاجون لرعاية خاصة جداً كي يصعدوا إلى أعلى القمم ليتابعوا مسيرة البناء والتنمية وبما يخدم تطور وتقدم بلدنا.
إن من يقرأ نتائج امتحانات شهادة التعليم الأساسي لدورة هذا العام والأعوام التي سبقت يجد أن أعداداًً كبيرة من الطلاب قد حصلت على علامات عالية, فعلى سبيل المثال لا الحصر قد حقق 26 طالباً وطالبة العلامة الكاملة 290 من أصل 290 درجة, وهناك أعداد كبيرة جداً حققت علامة 289 درجة, هذه العلامات وهذه الأعداد تدفعنا للقول بأنه مطلوب من وزارة التربية التي تريد الانتقال من الحالة الاعتيادية في التربية إلى الحالة المتطورة الاهتمام بهؤلاء المتفوقين ورعايتهم, لكونهم كما قلنا في البداية يشكلون نواة ثروة وطنية, إذا تم الاعتناء بهم بشكل جيد وصحيح, ربما يكون العديد منهم مشروع علماء أو باحثين, ونعتقد أن مسألة الاهتمام هذه لاتقتصر على قبولهم في مدارس المتفوقين, حيث أثبتت نتائج امتحانات تلك المدارس في غير ما كنا نأمل أن تكون رغم تقديم كل المستلزمات التي يفترض أن تكون المناخ الجيد للتفوق.
في كل الأحوال ما نتمناه من التربية أن تأخذ ملاحظاتنا بعين الاعتبار, وذلك لحرصنا الشديد على أن تكون مدارسنا مراكز إشعاع علمي ومعرفي تتناغم فيه كل العلوم المعرفية المتطورة والمتقدمة.