العالم في موقف, وحكام تل أبيب ومعهم المتنفذون في واشنطن في موقف آخر, فأيهما على حق? وأي كفة سترجح?
الحقيقة تفقأ العين, فالمجتمع الدولي قال كلمته مرتين, في لاهاي, وفي الأمم المتحدة.
ذرائع ( إسرائيل) الواهية حول الأهمية الأمنية للجدار, لم تنطل على أحد, باستثناء حُماتها وراء المحيطات, الذين يعيشون هاجس الانتخابات تحت تأثير المخدر الصهيوني.
الموقف الأوروبي الموحد لم يأت من فراغ , وليس وليد الساعة, فحكومة شارون, مثل جميع حكومات ( إسرائيل) المتعاقبة, لم تحترم يوماً القرارات الدولية, ولم تنفذ حرفاً واحداً منها, وهم سيواصلون بناء جدار العار وسيستمرون في عدوانهم الهمجي ضد شعب فلسطين, لأنهم عنصريون بطبيعتهم, والأوروبيون قبل غيرهم, يعرفون أن الصهاينة رفضوا الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية, (فالغيتو) يعشعش في أذهانهم المريضة, بدءاً من تيودور هرتزل وانتهاء بشارون, لأنهم يرفضون الحضارة الإنسانية من ألفها إلى يائها.
شارون وبوقاحته المعهودة, دعا اليهود الفرنسيين إلى ترك بلادهم والهجرة الى إسرائيل بذريعة باطلة, وهي أنهم مضطهدون, وأين?! في موئل النور وبلد ثورة الحرية والإخاء والمساواة.
أما فضائح ( الموساد) من استراليا إلى نيوزيلندا وجرائمهم في أوروبا, بل في العالم أجمع, لتأليب الشعوب ضد العرب والمسلمين, فهي تكشف العهر الصهيوني الذي لايفرق في عدائه للبشرية بين عربي وفرنسي وأميركي..
فهل بدأنا نشهد تحركاً دبلوماسياً أوروبياً فاعلاً تقوده فرنسا لإعادة الأمور إلى نصابها ولجم العدوان الإسرائيلي, والسعي نحو استقرار المنطقة بالعمل لإقامة سلام عادل وشامل وفق الاجماع الدولي.
ومثل هذا التحرك المدروس يلقى النجاح وهو مؤهل للتصاعد, فأوروبا تعي دورها ومكانتها, وهذا حقها وواجبها في آن.
وبطبيعة الحال, فمثل جهود كهذه, تحتاج إلى مؤازرة من أصحاب الحق أنفسهم, ونعني الدول العربية, فالعرب أول المطالبين للالتفاف حول الموقف الأوروبي وتطويره ودفعه خطوات إلى الأمام, لإنهاء احتكار القطب الواحد لقضية المنطقة ولبها- الصراع العربي الإسرائيلي- من خلال تحيزه للطرف المعتدي.
قرار الجمعية العامة تاريخي ومهم, والفرصة ثمينة كي نثبت للعالم جدارتنا تجاه الذين وقفوا إلى جانب الحق والعدل.