ومع اعتماد الحزب الديمقراطي الأميركي للجونين, جون كيري مرشحاً للرئاسة, وجون ادواردز مرشحاً لنيابة الرئيس, فإن أمامنا متسعاً من ستة أشهر لممارسة ضروب التوقع والاحتمال, ولمراهنات الطرة والنقش على العملة الواحدة, التي لطالما خبرناها واحدة, رغم اصرار بعضنا على اختلافها.
ألم يكن جورج بوش قبل أربع سنوات مرشح العرب وجالياتهم ورموزهم المتواضعة في أميركا, ألم يكن الرهان الذي عولنا عليه الكثير بشأن الأمن والسلام من جهة, وبشأن الوطأة الاميركية الراجحة في الكفة الاسرائيلية?.
ومع أنه فاجأنا, وأربكنا, ثم أوسعنا ألماً وندماً بفريق الحرب الذي أعده لنا أولاً, ثم لغيرنا, واصطف في مقدمته في العداء لنا واحتلال عراقنا والتلويح لنا بالتهديد والوعيد, مع كل هذا عدنا من جديد, لنمارس التوقع والاحتمال, ولنفلسف الفارق بين طرة ونقش من عملة واحدة.
نتطلع اليوم الى النصف الغامض وغير المكشوف من جون كيري نضرب في الرمل ونحتمل أن يكون القادم الجديد الى البيت الابيض أخف وطأة وعداء لنا من سابقه. لكننا نتساءل وبمشروعية التجارب الطويلة والمريرة السابقة, هل اغلق الرئيس بوش عداد العداء للعرب ونكران حقوقهم, أم أن ثمة متسعاً في العداد ذاك, وأرقاماً أعلى فيه من العداء والكراهية, هي حصة كيري وهامشه الخاص في ذلك العداد.
ولطالما الأمر على هذا النحو من التوقع والاحتمال, فلماذا لانتوقع جورج بوش آخر, وديمقراطياً هذه المرة, والى جانبه المظلم يصطف فريق أكثر ظلامية من فريق بوش, وأشد ميلاً الى الحرب والعنف منه.
في السينما الأميركية, يدفع كل من توم وجيري على التوالي أثمان الصراع الغريزي المستحكم بينهما, أما في السياسة الاميركية فيدفع العرب وحيدين, وعلى التوالي أيضاً, أثمان الصراع غير المستحكم وغير الغريزي, بل السينمائي, بين بوش وكيري, كما بين غيرهما من مرشحي الاستحقاق الرئاسي الاميركي المتجدد.