تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 15/9/2004
أحمد حمادة
انتقد رئيس وزراء أسبانيا خوسيه ثابايترو -في معرض تعليقه على الذكرى الثالثة لأحداث الحادي عشر من أيلول الدامية- الطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب قائلاً: إن الحرب التقليدية ليست الأسلوب السليم للقضاء على الإرهاب وتخليص المجتمع الدولي من نتائجه الكارثية.

ولم يكتف ثاباتيرو بتوجيه انتقاداته لتلك الطريقة التي استغلتها الإدارة الأميركية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في العالم, بل حاول تقديم وصفة العلاج التي طالما وصفها الكثيرون في شرق العالم وغربه, ودعوا إلى الاحتكام إليها للخروج من الأزمة, والمتمثلة بالبحث عن أسباب الإرهاب الحقيقية التي تغذيه وتمنحه مبرراته وإمكانية انتشاره على مساحات واسعة على الأرض وداخل القلوب والعقول.‏

والواقع إن دعوة رئيس وزراء أسبانيا إلى البحث عن الأسباب الرئيسية للإرهاب ليست جديدة ولم تكن الأولى, فقد كانت سورية في طليعة البلدان التي دعت -ومنذ سنوات عديدة- إلى عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب لتعريفه وتحديد معناه, والتفريق بينه وبين مقاومة الشعوب لقوى الاحتلال وحقها في الدفاع عن نفسها, ناهيك عن دعوات كثيرة للدول العربية والإسلامية ولشخصيات عالمية سياسية وفكرية وأكاديمية, تدعو جميعها إلى تبني مثل هذه الفكرة لتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية.‏

لكن الذي حصل على الدوام أن قوى اليمين المتطرف داخل الإدارة الأميركية -وبدعم من اللوبي اليهودي وإسرائيل- كانت تقف بالمرصاد لمثل هذه الدعوات, وترفض بشكل قاطع البحث في أسباب الإرهاب وجذوره وتحديد ماهيته, مثلما ترفض رفضاً باتاً التفريق بينه وبين المقاومة.‏

والهدف واضح بالطبع, ولا يحتاج إلى كثير عناء لتفسيره أو فك رموزه وشيفراته, فالغاية هي اختلاط الحابل بالنابل, ليظهر الكيان الإسرائيلي بصورة الضحية, ويظهر الفلسطينيون الذين يدافعون عن أرضهم وأنفسهم بصورة الجناة الإرهابيين, ويصبح المسلمون عموماً والعرب على وجه التحديد هم المتعصبون والمتطرفون والإرهابيون الذين لا يؤمنون بالحوار ويحتاجون إلى من يعلمهم أصوله وطرقه.‏

ووسط هذه الأجواء, كانت صورة العربي الإرهابي تغطي شاشات التلفزة, وتتصدر صفحات الجرائد الغربية, وتذكر سيئاتها في ثنايا سطورها وبرامجها, مشكلة رسالة يتلقاها الرأي العام الأميركي والغربي دون إدراك لحقيقة ما يجري, فيتعاطف مع إسرائيل, ويحقد على العرب, وتتكون لديه استعدادات لتقبل أية صفة مشينة تلتصق بالعربي, ويصبح مقتنعاً بضرورة اجتثاث الثقافة العربية, وتعديل المناهج العربية لأنها تمثل تربة خصبة للعنف والإرهاب.‏

لهذه الأسباب الإسرائيلية كانت الولايات المتحدة على الدوام ترفض الاستماع إلى دعوات مثل دعوة ثاباتيرو, وترفض الاحتكام إلى المرجعية الدولية لتعريف الإرهاب, ووضع ضوابط قانونية لمكافحته, فإلى متى تبقى هذه الحالة الخاطئة تسيطر على سياسة القوة العظمى في العالم وتوجه حركتها?!.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية