ثم تسبقهم الى الشكوى , مساء يتحدث كولن باول عن المحادثات الإيجابية التي اجراها مبعوثه بيرنز في دمشق , وعن افق للتعاون واسع بين سورية واميركا , وفي الصباح يصوت الكونغرس على مشروع قانون فبركه يهود اميركا ضد سورية وضد ما قاله باول!
أجل فقد صنعت من قبل اسامة بن لادن وقاعدته وطالبانه , حولته الى رمز من رموز الايمان والجهاد في سبيل الله , امدته بالمال والعتاد , وايضا بالفكر المقاتل وبكهوف تورا بورا , وحين استنفدته لعبا ًوتوظيفا ً, لاحقته هناك بمعاولها الطويلة وفؤوسها الحادة , جهدت الى تحطيمه وتكفيره واستعداء العالم عليه , مع ان الطائرة الاولى التي حلقت في الاجواء الاميركية بعد تفجيرات الحادي عشر من ايلول مباشرة كانت الطائرة التي اقلت عائلته من اميركا , وإلا فلماذا يتحول بدوي يعيش في الصحراء الى اسطورة تعجز عنها كل تقنيات اميركا وحضارة قوتها العسكرية الجبارة !
ياه لهذه الهوليوود وسينماها , كيف غسلت ادمغة وعيون متفرجيها الاميركيين قبل الآخرين حول العالم , وكيف صارت مشهدا سياسيا يتكرر دون ملل في البيت الابيض ووزارة الخارجية والكونغرس , ودون ان يمل الممثلون الاداء , ولا المتفرجون المشاهدة ?
نبحث عن القواسم المشتركة مع اميركا وهي تضيعها , وعن الوضوح في الموقف الاميركي وهي تضببه , وعن الاستراتيجي والثابت في اخلاقيات اميركا وسياساتها , وهي تجزئه وتبعثره , فلكل سنارة صيد طعمها وبما يناسب السمكة الموعودة ومعدة الصياد, ومع ذلك نؤسس من جديد لعل التأسيس يصيب مصلحة الشعبين.
اجل ,(هذه هي اميركا), ومعظمكم على الارجح شاهد من قبل فيلماً سينمائياً من انتاج هوليوود يحمل هذا الاسم , فيلم مليء بالتناقض الى حد الفضيحة وبالتفاوت الى حد الاذهال , فكل شيء يتوفر في اميركا , وكل شيء بين يدي الاميركيين , التماثيل والمعاول التي تحطمها , الحقائق والاكاذيب التي تزورها , القوة والسياسة التي توحشها , لكن , عليك ان تبحث بنفسك عما تحتاجه , والافضل ان لاتحتاج شيئاً منها , فماذا لو احتاجتك اميركا, وكم وسيلة لديها , تستعملها دون تردد لتحصل منك على ما تريد ?
كتب الصحافي الاميركي توماس فريدمان مؤخراً يقول ) ادارة بوش تقودنا نحو الكارثة ) فإلى اين تقودنا نحن .. ونحن بالنسبة لها آخرون ?, ومع ذلك نأمل ونتطلع إلى القواسم المشتركة بلا معادل.