تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 15/9/2004
خالد الأشهب
لمن لايعرفها بعد , فإن هذه هي اميركا , تصنع التماثيل ثم بيديها تحطمها , تضرب الآخرين وتبكي ,

ثم تسبقهم الى الشكوى , مساء يتحدث كولن باول عن المحادثات الإيجابية التي اجراها مبعوثه بيرنز في دمشق , وعن افق للتعاون واسع بين سورية واميركا , وفي الصباح يصوت الكونغرس على مشروع قانون فبركه يهود اميركا ضد سورية وضد ما قاله باول!‏

أجل فقد صنعت من قبل اسامة بن لادن وقاعدته وطالبانه , حولته الى رمز من رموز الايمان والجهاد في سبيل الله , امدته بالمال والعتاد , وايضا بالفكر المقاتل وبكهوف تورا بورا , وحين استنفدته لعبا ًوتوظيفا ً, لاحقته هناك بمعاولها الطويلة وفؤوسها الحادة , جهدت الى تحطيمه وتكفيره واستعداء العالم عليه , مع ان الطائرة الاولى التي حلقت في الاجواء الاميركية بعد تفجيرات الحادي عشر من ايلول مباشرة كانت الطائرة التي اقلت عائلته من اميركا , وإلا فلماذا يتحول بدوي يعيش في الصحراء الى اسطورة تعجز عنها كل تقنيات اميركا وحضارة قوتها العسكرية الجبارة !‏

ياه لهذه الهوليوود وسينماها , كيف غسلت ادمغة وعيون متفرجيها الاميركيين قبل الآخرين حول العالم , وكيف صارت مشهدا سياسيا يتكرر دون ملل في البيت الابيض ووزارة الخارجية والكونغرس , ودون ان يمل الممثلون الاداء , ولا المتفرجون المشاهدة ?‏

نبحث عن القواسم المشتركة مع اميركا وهي تضيعها , وعن الوضوح في الموقف الاميركي وهي تضببه , وعن الاستراتيجي والثابت في اخلاقيات اميركا وسياساتها , وهي تجزئه وتبعثره , فلكل سنارة صيد طعمها وبما يناسب السمكة الموعودة ومعدة الصياد, ومع ذلك نؤسس من جديد لعل التأسيس يصيب مصلحة الشعبين.‏

اجل ,(هذه هي اميركا), ومعظمكم على الارجح شاهد من قبل فيلماً سينمائياً من انتاج هوليوود يحمل هذا الاسم , فيلم مليء بالتناقض الى حد الفضيحة وبالتفاوت الى حد الاذهال , فكل شيء يتوفر في اميركا , وكل شيء بين يدي الاميركيين , التماثيل والمعاول التي تحطمها , الحقائق والاكاذيب التي تزورها , القوة والسياسة التي توحشها , لكن , عليك ان تبحث بنفسك عما تحتاجه , والافضل ان لاتحتاج شيئاً منها , فماذا لو احتاجتك اميركا, وكم وسيلة لديها , تستعملها دون تردد لتحصل منك على ما تريد ?‏

كتب الصحافي الاميركي توماس فريدمان مؤخراً يقول ) ادارة بوش تقودنا نحو الكارثة ) فإلى اين تقودنا نحن .. ونحن بالنسبة لها آخرون ?, ومع ذلك نأمل ونتطلع إلى القواسم المشتركة بلا معادل.‏

 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30382
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية