إن لقاء الأحبة الذي يجسده الحوار المفتوح من القلب إلى القلب, والسعي الجاد للعمل بطريقة تفكير جديدة وآلية عمل مختلفة لمعالجة كل القضايا والمواضيع المطروحة بشفافية مطلقة وصدق خالص.. الجميع اليوم يسعى لتقديم ما هو ممكن لخدمة الوطن والمشاركة في عملية البناء والتحديث التي تشهدها سورية اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
من هنا نجد أن المؤتمر قد تحول إلى ورشة عمل متكاملة ضمت مختلف فعاليات القطاعات التي درست بعناية فائقة, والتفاعل واضح على الجميع من المشاركين مغتربين وسوريين على حد سواء.. وعلينا أن ندرك جيدا أن هؤلاء يشكلون ثروة حقيقية سواء من حيث الخبرات والإمكانيات أم الطاقات الكامنة التي تكونت عبر سنوات الاغتراب الطويلة, يجب استثمارها وتفعيلها بشكل أمثل.. تلك الطاقات الكبيرة والتي تشكل كما علمنا حوالى 15 مليون سوري مغترب في العالم هم فعلا ثروة هائلة, علينا السعي الجاد لاستقطابهم وتوفير المناخات اللازمة لتحفيز تواصلهم وعودتهم إلى الوطن الأم.
هكذا نجد أن المؤتمر يعتبر فرصة غنية لخلق حوار هادف وبناء بين المشاركين والمسؤولين الرسميين من مختلف القطاعات وبموضوعية تامة!!.. لا سيما وأن المشاركين شكلوا سبع ورشات عمل متخصصة, كل حسب اهتمامه والتي من شأنها أن تغني الجوانب المطروحة وتزيل الكثير من الغموض, وتجيب عن استفسارات وتساؤلات عديدة.
إذا المؤتمر يجب ألا يكون وقفة وحيدة كغيره من المؤتمرات بل بداية لبرنامج عمل متكامل ووضع آليات واضحة تسهم في تمتين أواصر العلاقة مع الوطن, ومرحلة أولى نحو مؤتمرات ولقاءات أشمل وأعم تجمع أبناء الوطن في دول العالم وخاصة ممن لم يتمكنوا من المشاركة في فعاليات هذا الملتقى النوعي.. لا سيما وأن هناك لجنة للمتابعة تميز المؤتمر عن غيره مهمتها التنسيق الدائم لترجمة ما يتم التوصل إليه من مقترحات وتوصيات إلى واقع ملموس, واستدراك الملاحظات التي تسهم في إزالة العوائق التي تحد من عودة المغترب وتواصله مع الوطن الأم!.
نعم.. هذا ما نريده من المؤتمر إضافة إلى ضرورة توفير الفرص المؤاتية لجذب الاستثمارات وإقامة المشاريع الحيوية بعد تهيئة البنى التحتية اللازمة لها, والمساهمة بالنتيجة في عملية التنمية وبناء الوطن.
خاصة وأن المقترحات التي سيخلص إليها المشاركون سيتم رفعها إلى القيادة لدراستها بدقة متناهية وإمكانية ترجمتها فيما بعد إلى واقع فعلي.
اللقاء الأول الذي كان مفعما بالحب والحنين والشوق الدافىء إلى أحضان الوطن عبر عنه الجميع في لقاء الأمس عندما حضر السيد الرئيس بشار الأسد, وألقى كلمة شاملة عبرت عن هذا البعد فكان أهمها الأثر البالغ في نفوس المغتربين الذين حملوا هموم الوطن في وجدانهم, وهاهم اليوم يعبرون وبصدق خالص عن عزمهم للمساهمة في عملية البناء ليكونوا شركاء في مسيرة التنمية التي تشهدها سورية.