تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاحد 10 /10/2004
خالد الأشهب
ثمة كيمياء من طرائق التفكير ورؤى التغيير, تحول الحجر إلى ماس تذيب الصلب الجامد, وتنقي العكر الشائب.

على نحو من طريقة الإيقاظ بالصدمة, قلب السيد الرئيس الكثير من معادلات الهجرة والاغتراب في كلمته أمام مؤتمر المغتربين أمس, حين أعاد إنتاج الخسارة في هذه المعادلات ربحاً, وحول النزيف إلى احتياطي استراتيجي يصب في عروق الوطن.‏

حسب إحصائيات وزارتي المغتربين والسياحة, فإن مابين 15-17 مليون سوري يتوزعون في بلاد الاغتراب, يعملون ويدرسون ويتواصلون مع حضارات شتى بثقافتها ونتاجاتها وتجلياتها الاقتصادية والسياسية, أي لدينا سورية ثانية غير سورية الأم, تنتشر حول العالم وفي أربع جهاته.‏

ولعلنا بعد هذه المعلومة البسيطة التي تنطوي على كم هائل من الأفكار والدلالات والمؤشرات, نستطيع التعرف إلى الهامش الواسع والمترامي من النشاط والتواصل, الذي نستطيع استثماره أو توظيفه في خدمة قضايانا المختلفة, ولعلنا ندرك الأفق البعيد الذي ذهب إليه السيد الرئيس في ذهنية معادلة الخسارة إلى معادلة ربح وفي تحويل معادلة النزيف إلى احتياطي استراتيجي.‏

أما المذيبات ومواد التفاعل الوسيطة في كيمياء التحويل هذه فهي ببساطة جسور التواصل والتنسيق بين سورية الأم وسورية المغتربة, ودون أن تقف الجغرافيا شرطاً لازماً سرمدي الإعاقة والتثبيط بين لقاء السوريين وبين انتماء السوريين فيها ومواطنيتهم.‏

نتحدث عن سورية إضافية وضخمة وواسعة الانتشار والفاعلية من امكانات المال والمعرفة والخبرة, نتحدث عن فيض لاينضب من الاستثمارات والكفاءات والخبرات, نستطيع إعادة إدخالها في معادلة الهجرة والاغتراب وليكون الناتج احتياطياً ضخماً لنا, وليس نزيفاً متواصلاً منها.‏

أما جسور التواصل والتنسيق بين السوريتين, فهي المهمة الكبرى والملحة, التي سيكون علينا بناؤها في المرحلة المقبلة, وبعد أن نجعل سورية الأم في متناول كل أبنائها المهاجرين والمغتربين.‏

علينا أن نجعل من مؤتمر المغتربين المنعقد اليوم دفعة أولى من سيالة عصبية تنساب بين سورية الأم وسورية الاغتراب تنقل الحس والغذاء في آن معاً وبالاتجاهين.‏

أيها المغتربون السوريون في العالم.. أنتم على خط دائرة مغلق, كلما سافرتم على الخط وابتعدتم, كلما اقتربتم من نقطة البداية, من سورية الأم والوطن النهائي.‏

 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 30382
القراءات: 30384
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30381
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30382
القراءات: 30380
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30384

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية