تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 11 /10/2004
مصطفى المقداد
جاء التعديل الحكومي الأخير على حكومة السيد محمد ناجي عطري على غير توقعات المراقبين والمتابعين للشأن السياسي السوري,

وبالرغم من الحديث الكثير عن إجراء تعديل أو تغيير حكومي, لكن الحديث تراجعت حدته أمام التحديات والضغوط الخارجية, حتى أن البعض يوم التعديل أفاد بتراجع فكرة التغيير في مواجهة الاستحقاقات, ولكن الحقيقة على الأرض عارضت تلك الأفكار, لتثبت أن الاهتمامات الداخلية تبقى العمل الراسخ الذي يؤسس لعمل الدولة في مهماتها كافة, بحيث لا يتم خلط الأوراق, وبالتالي تأخير أو إعاقة مشروع الإصلاح الإداري والاقتصادي بذريعة وجود تحديات خارجية تمثل الأولوية بالنسبة للقيادة الوطنية.‏

والملاحظ أن التغييرات شملت وزارات ذات اهتمامات محلية في جانب كبير من مهماتها, ويقف القضاء والاقتصاد والصناعة والصحة في مقدمتها, باعتبارها من أهم الوزارات ذات العلاقة بالإصلاح الاقتصادي إضافة إلى وزارات الشؤون الاجتماعية والأوقاف والداخلية والإعلام الأكثر ارتباطاً بالإصلاح الإداري.‏

والتحديد بهذا الوجه ليس دقيقاً نظراً لتلازم الإصلاح الإداري والاقتصادي, لكن التعديل جاء مؤشراً للدلالة على أهمية هذه الوزارات في تطبيق المشروع المطروح منذ أربعة أعوام ودون أن يأخذ مسلكاً مؤكد النتائج.‏

ومن المؤكد أن الرئيس الأسد يريد للإعلام دوراً محورياً في ممارسة الرقابة والمتابعة لأدوار وعمل ونشاطات المؤسسات الوطنية كافة, من خلال تأكيده على ضرورة فتح الأبواب أمام المهمات الإعلامية, وتمكين الصحفيين من القيام بعملهم دون إعاقات من خلال تقديم المعلومات الصحيحة لهم وعدم حجبها, كما اعتاد كثير من كبار المسؤولين على حصر التصريحات وتقديم المعلومات بأنفسهم, إصدار التعاميم والتعليمات التي تحظر على أي موظف أو مدير التعامل مع الصحافة أو تقديم معلومات لها..‏

وتبرز مع هذا التعديل أهمية إمساك الصحفيين باللحظة التاريخية التي تؤهلهم للعب دور فاعل في دفع مشروع الإصلاح الإداري والاقتصادي المنشود نحو التحقيق وتأمين نجاحه دون خوف أو خشية من سطوة لمدعٍ اعتاد التلويح بالحصانة, والاحتفاظ بالكثير من المعلومات بذريعة الحفاظ على تنفيذ الخطط الحكومية المنوطة بالمؤسسة التي تناط به إدارتها...‏

ويدرك الصحفيون أن قدرتهم على التحرك ارتبطت على الدوام بحجم المخاطر والمغامرات التي كانوا يقدمون عليها, لكنهم غدوا الآن مسلحين بتأييد وتكليف من قائد الوطن يطالبهم بأداء دور تاريخي يستطيعون خلاله إثبات قدرتهم على كشف مواطن الخلل ومتابعة الفاسدين والمفسدين, تاركين للجهات التنفيذية المختلفة مهمة المتابعة الفعلية, لتحقيق الأهداف المنشودة, عبر آليات صحيحة تعتمد الكفاءة والمنطق والخبرة والمصلحة الوطنية كأسس ومعايير لتطبيق الخطط الموضوعة.‏

ومن هنا يصبح تغيير قانون المطبوعات مطلباً وطنياً ملحاً لارتباطه المباشر بعملية الإصلاح والتنمية.‏

ويبقى التعديل الحكومي إجراءً حيوياً يعكس قدرة وحيوية القيادة على الاستجابة للمتطلبات الوطنية, بما يؤدي إلى تحسين الأوضاع المعاشية للمواطنين, ورفع مستوى الأداء الاقتصادي والاجتماعي.‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30409
القراءات: 30411
القراءات: 30411
القراءات: 30412
القراءات: 30409
القراءات: 30415
القراءات: 30423
القراءات: 30414
القراءات: 30405
القراءات: 30403
القراءات: 30409
القراءات: 30407
القراءات: 30409
القراءات: 30413
القراءات: 30419
القراءات: 30407
القراءات: 30408
القراءات: 30413
القراءات: 30399
القراءات: 30410
القراءات: 30413
القراءات: 30412
القراءات: 30413
القراءات: 30411
القراءات: 30414
القراءات: 30417
القراءات: 30408

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية