كثيرة هي الحقائق التي عرفناها وخبرناها وذكرناها في الماضي يوم كان لنا صوت, وقد اصبحت اليوم مؤشرات على ازمنة الحلم فقط.. وان يأتينا اليوم ذاك الصوت فهو خرق اشبه بمن يعيد الحلم الى اجساد استكانت ونامت على انكسار الاحلام.
لماذا نسلم تسليماً بما نحن متأكدون من كذبه وهل يصدمنا ان ينده بنا صوت يعلن أنهم يكذبون?
لو استطاعت قوة ما.. قدرة ما.. على خرق العقول والافئدة وسألت العالم المحيط بنا اسئلة من نوع:
- انهم يدمرون العراق من اجل محاربة الارهاب..
- ان جحافل بطشهم وادوات تدميرهم عندنا من أجل الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد.
- أنهم منشغلون .. بالديمقراطية في لبنان.
اقول: إن استطاع استطلاع للرأي المرتبط بالضمير في العالم المحيط بنا ان يصل الى الصدق.. هل ترانا نجد واحداً فقط يجيب بالايجاب على الأسئلة السابقة وشبائه لها?!
كثيرون يعرفون الاجابات ولا يجيبون.. كثيرون يدركون جيداً ان لا محاربة الارهاب ولا أسلحة الدمار الشامل ولا الديمقراطية في لبنان والشرق الاوسط تشغلهم.. انما هي لعبة يظهر اخرون رضاهم بها لأن لكل منهم لعبته الصغيرة, داخل عباءة اللعبة الكبيرة..
العالم بكامله يعيش حالة مداعبة لكذب يعمم تحت سياط التهديد برأس الذئب المقطوع.. وانه لمما يحزن اي رافض للإرهاب او عدو له.. اي راغب في الديمقراطية او نصير لها.. ان يكون ما يجري في فلسطين اولاً وقبل كل شيء وبعد كل شيء وفي العراق ثانياً.. انما يجري تحت يافطة مكافحة الارهاب او تقييم السلوك الديمقراطي.. وقد قالوا قديماً:
فاقد الشيء لا يعطيه.. وبالتالي فالاتجاهات العنصرية المتطرفة المتصفة باليمين المحافظ وادعاء اللاهوت هي ابعد ما يكون عن كل ماله علاقة بالديمقراطية واقرب ما يكون للإرهاب.
لكن..
والدم ينبجس من رأس الذئب المقطوع.. تنسق الحكايات, تروى بحداثة تحول الخونة الى منظرين ومقاتلين من اجل الديمقراطية.. ويطلب من الجميع الاستكانة كي يصل الى مسامعه حديث الخفاء عن شرق اوسط جديد.. يوزع ويضيق ويوسع حسب المصالح الاميركية تصريحاً لا تلميحاً.
في هذه الأجواء المرعبة.. المرعبة.. يصبح الحلم ذكريات من الماضي وقد تخلينا عنه لنصدق الكذب والادعاء علنا ننام على كذب الاحلام.
لكن..
لا يمكن للدنيا كلها ان تنام على انكسار الحلم والدغدغة الخشنة للعواطف المصطنعة.. لابد ان يعبر في اجواء هذا العالم اكثر من صوت..يتصف بالصدق والصراحة والنقاء.. فينفض النوم المثقل على اشواك الشراشف الخشنة.. ليعلن اننا مازلنا نحيا..
هو صوت يؤكد استمرار الحياة في عروق هذه الأمة ذاك الذي اعلنه الرئيس بشار الأسد يوم أمس الأول.