يومها استبشرنا وعقدنا الآمال على النتائج المتوقعة من عقد مثل هذا الاتفاق, قلنا إنه الخطوة المطلوبة في مجال دعم السياحة وتوظيف الأماكن السياحية, خاصة وأن الكثيرين يؤمنون بأن السياحة عمل متكامل يجب أن تتضافر فيه جميع الجهود, ومن هذا المنطلق توقعنا أن تبدأ الخطوات التنفيذية لمثل هذا التعاون من خلال وضع خارطة للآثار والمواقع dateية وللقلاع السورية المرشحة لمثل هذه الخطوات, لكن حقيقة الأمر جاءت محبطة إلى حد كبير, فلا الخارطة وضعت, ولا الخطوات التنفيذية رأت النور, وبقيت الكثير من القلاع السورية تنتظر في حالة صعبة بعد أن تأثرت بعوامل الزمن وطالتها يد التخريب والعبث, خاصة تلك القلاع المنسية التي لاتزال بعيدة عن خطوات الترميم والتوظيف السياحي, ومثل هذه القلاع تنتشر في مناطق متعددة من سورية, من وسط البلاد إلى شرقها وجنوبها, ولم تفلح أبداً مناشدة أهالي المناطق في إدراجها ضمن خطوات التطوير والترميم وغير ذلك على ما تمثله من أهمية تاريخية, وموقع مميز يؤهلها لأن تكون استثماراً ناجحاً بكل المقاييس.
المديرية العامة للآثار والمتاحف تدرك أهمية إحياء هذه القلاع لكنها لا تملك الإمكانيات التي تجعلها تحقق هذا الهدف وحدها, السياحة بدورها غير بعيدة عن إدراك هذه المعاني لكنها لن تستطيع وحدها القيام بهذا الدور.. لذلك بقيت المسائل معلقة وبقي الإعلان عن ترجمة التعاون بين الجانبين خبراً تتناقله الألسن دون فاعلية.
ولكي لا نطيل سنأخذ قلعة صلخد شاهداً على ما ذكرنا فهي القلعة الوحيدة في محافظة السويداء التي تحتفظ بمكانتها التاريخية يوم كانت حصناً منيعاً تدل عليه الآثار الباقية والصامدة في وجه الزمان وتقلباته, وفيها الكثير من معالم الهيبة والعظمة التي تدل عليها.
هذه القلعة تنادي كل المعنيين للتدخل لإعادة الحياة إليها فهي تحتاج إلى إنارة كاملة, والطريق إليها يحتاج لجدران استنادية وأبنيتها تحتاج إلى ترميم, كما تحتاج إلى الاستثمار والتوظيف السياحي لما تتمتع به من إطلالة مدهشة وموقع مميز.. لذلك نراها فرصة أن نحمل نداءات الأهالي ومجلس مدينة صلخد للاهتمام بهذه القلعة, ودعوة المستثمرين لإقامة استثمارات سياحية فيها ودعوة مكاتب السياحة والسفر للحظ هذا الموقع على الخريطة السياحية مع الإشارة إلى أن عملية الترميم لاتحتاج للكلف العالية, والأماكن المطلوبة للاستثمار الناجح متوفرة ولا ينقصها سوى القليل من الخدمات, فهل تلقى هذه النداءات استجابة المعنيين بالسياحة والآثار لكي تعود القلعة إلى ما كانت عليه, ولكي تبقى رسالة على ما تملكه سورية من مقومات وآثار عريقة تذكرنا دوماً بتاريخنا المجيد?