ما دفع بعلاء رستم للامتناع عن بيع الكحول لشابين دون السن القانونية, ليفاجأ فيما بعد أنهما يهوديان متطرفان, قاما بإحراق منزله كفعل ثأري, دفع بالمجني عليه لرفع دعوى قضائية ضد المجرمين.. لكن الصحافة أسبغت رداء الحمل الوديع على الجاني, وحولت الضحية إلى إرهابي عربي تعمد إحراق منزله ليتبلى اليهود المسالمين من جهة وليحصل على التأمين ومقداره /100/ ألف دولار مع أن حجم الخسائر /400/ ألف..
ولأن الصحافة مرآة المجتمع, فلم تلبث أن امتدت روح العداء والتكذيب إلى قاعة المحكمة, وجرم الرجل وحكم عليه بالسجن لتسع سنوات, اختصرت إلى النصف لحسن السلوك.
لم تنته فصول المأساة, فعندما خرج فوجئ بزوجته قد غادرت إلى الفلبين وتركت طفليه في عهدة جهة, فلحق بها عله يحصل على معلومات عن ولديه, لكن السلطات المحلية قامت بترحيله إلى أميركا, وهذه بدورها لم تسمح له بالعودة إليها, فقضى شهوراً يلاحق مكاتب المنظمات الدولية والإنسانية لإنصافه, لكن الحق لم يلبث أن فشل من جديد في الاختبار مع القوة..
بعد غياب قرابة العشرين عاماً عاد إلى سورية, وهو يعلم أن الخدمة الإلزامية بانتظاره.. وبالفعل خدم عاماً ثم حصل على إجازة خارجية ليطمئن على أولاده, وهو لا يزال متمترساً وراء أسوار البساطة ولن أقول السذاجة, إذ منعت عنه التأشيرة الأميركية.
قارب الخمسين, بفقدانات عدة: الزوجة, الثروة والأطفال.. لم يكن بوضعه الطبيعي, فانتهت الإجازة الخارجية اسماً والداخلية فعلاً دون أن يلتحق بقطعته, وهذا جرم يعاقب القانون عليه بحبس سبق أن جربه.. لكن القدر بدا وكأنه يبتسم أخيراً لعلاء, إذ صدر مرسوم عفو في العام 2000 فسلم نفسه, مع ذلك أدانته المحكمة بخمس سنوات حبس, لم يتمها لصدور عفو آخر في العام .2004
عام قبل الحبس, وثلاثة أعوام وستة أشهر في السجن.. وخدمة علم حالية مستمرة منذ عدة أشهر, وعمر يقترب بالرجل سن الهرم وقد جاوز الخمسين..
علاء الدين رستم بن كمال يستغيث ويستجير بالسيد وزير الدفاع لإنصافه.. فهل تصل شكواه وتبتسم له الحياة بعد أن ساطته أقدارها كثيراً..
ولماذا تبتسم? لم لا تضحك له الدنيا وتقوم القنوات الدبلوماسية بتبني قضيته كمواطن سوري يسأل زوجته الفلبينية عن أولاده المتروكين في أميركا, أم أننا مثله لا تزال تورطنا العدالة بالبساطة.