تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 22 / 11/2004م
أسعد عبود
تحديات كثيرة..كبيرة.. مريبة, وإذا كنا أدمنّا القول: (هذه الظروف العصيبة التي نمر بها..) فلعله قد أتى فعلاً الزمن الحقيقي للكلمة..

ومنذ وعيت الدنيا وتحدياتها لم أعرف ظرفاً مررنا به أشد مما نحن فيه.. أذكر أول تساؤلات في الذهن ولم أكن قد بلغت التاسعة من العمر..أذكر العدوان الثلاثي على مصر والتحديات لسورية والمقاومة الشعبية وإطفاء الأنوار حتى في قرانا الفقيرة وخطابات عبد الناصر..ومن ثم ازداد الوعي وازدادت الأحداث أهمية وخطورة أحياناً..الوحدة..الانفصال8.. آذار23.. شباط..عدوان حزيران وقسوة تلك الأيام..حرب تشرين..كامب ديفيد..حروب لبنان..حروب الخليج..ثم..ما نحن بصدده اليوم..هو الأخطر..بكل تأكيد هو الأخطر في عالم تحول إلى حطام..لا اتحاد سوفياتي..لا عدم الانحياز, لا اتحاد أوروبي..حتى ولا مؤتمر إسلامي..لا شيء..لا شيء..فللعالم رئيس واحد خياله في واشنطن وجسده في إسرائيل ولأنه كذلك فهو التحدي لنا..للعرب والمسلمين..وبائس من يعتقد أنه تحد لسورية أو لبنان أو فلسطين أو العراق, وفقط !!?..بل على العكس.. تستطيع سورية أن تعنى بشؤونها..وهي ليست مهمة سهلة أبداً..أبداً..أبداً..ويجب أن نبدأ..ولدي يقين أكيد أننا سننجح عندما نبدأ بالشروط الصحيحة والسليمة..بلا ادعاءات, بلا كذب, بلا تعميات..وبمنتهى الدقة والشفافية..وحتماً...حتماً..حتماً..بلا فساد?‏

إن التوجهات الواضحة لإدارة العالم من واشنطن وتل أبيب لا تترك -بكل أسف- أي فرصة للتفاؤل..والمتفائلون غالباً يعتمدون إيديولوجية لحسّ المبرد..‏

لا تتجاهل سورية حقيقة المخاطر..ولم تصبها بالهلع التحديات المحيطة..وهو موقف دقيق على الخط الفاصل, أدق من الشعرة..ونعيق الغربان من حولنا ليس بجديد..وتنبؤات سقوطنا طال عليها الزمن..وما زلنا من يدري- لعلنا بالوضع الأفضل بين دول يماثل واقعها واقعنا- لكن..الفرصة أمامنا أهم بكثير مما حققناه حتى اليوم..ولنا في واقعنا إذا ما أحسنا التعامل معه وتطويره وتحديثه سيقدم من الدعائم ما يكفي لحمايتنا وفعلاً وكسب التحديات.‏

وأظن أن عدونا الحقيقي هو الوهم, والتجاهل من أجل الرضى الكاذب..نحن في مواجهة, فلنواجه...بكل مقدرات شعبنا وأرضنا وثرواتنا نواجه..وهذا يتطلب فعلياً أن تكون المسؤولية كما هي الفرص موزعة بالتساوي وليس على أساس التوصيف المسبق بشواهد أخرى..‏

نحن جميعاً أبناء هذا الوطن السوري المقدس, كما وصفه بيان الثورة السورية الكبرى..جميعاً معنيون بما يجري وجميعاً نريد الفرصة لمواجهة ما يجري وبعدها نتحمل جميعاً المسؤولية عما يجري..إن في واقعنا قوة حقيقية لو فعلّناها, لغيرت كثيراً من المعطيات وطوت معها كثيراً من المخاوف.‏

فلنقل ذلك بصراحة تفصيلاً وجملة..وهناك من ينتظر أن يسمع منا.‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30402
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية