فمنذ مدة خرج من الأسواق ولم يعد دواء إسعافي لمرض القلب اسمه سباسما كور يؤخذ في حالات الأزمات القلبية الحادة (الجلطات) ويمتلك شهرة في الأوساط الطبية تنافس شهرة بيع وشراء النجمات على شاشات الفضائيات العربيات.
وفي الواقع فإن حال من ينتظر الحصول على حبة من هذا الدواء كحال من يبتلع سيفا من نارممسكا نبضه بيديه خوفا من أن يغادره في لحظة انتظار فبوابة النجاة هنا (مغلقة ومختومة بالشمع الأحمر مادام هذا الدواء الإسعافي مفقودا مفقودا مفقودا والأمل معقودا معقودا معقودا على مؤسسة (صيدلية) لتوفيره فورا دون شرح الأسباب أو رد الجواب, فالجواب هنا يجب أن يكون بجرأة تأمينه حتى لا يشكل الواقع فضيحة بكل المقاييس علما بأنه يستورد من النمسا وليس له أي بديل في الأسواق. وعلما بأن المعادلة هنا خطيرة وأخطر الأدوار تلك التي تكون في نصف الضوء أو نصف العتمة.
وحسب تصوراتي الدراماتيكية فإن تأمين دواء سباسماكور أصبح يحتاج إلى سيارة إسعاف تسعفه تماما كما يحتاجها مريض أصيب بأزمة قلبية, وعلى المسعف أن يضع له حبة تحت لسانه من هذا الدواء. وعلى ذكر اللسان فإن ما قفز الآن إلى لسان قلمي هو أن كثيرا ما تكون بعض المناصب شاغرة رغم وجود شخص فيها ولا أعرف إن كانت مشكلة فقدان هذا الدواء أو حتى غيره من الأدوية الإسعافية التي تؤمنها الجهات الرسمية من هذا النوع, وأيضا لا أعرف إذا كان التسيب أو انعدام استخدام الحواس الخمس هي التي فرضت هذا الواقع المؤلم على الطرفين, مريض القلب أولا, والجهة المسؤولة ثانيا.. فمن يحب الشجرة يحب فروعها ومن يحب الوطن يحب المواطن ويخاف على صحته ومرضى القلب ليسوا جزءا مهملا من كياننا الإنساني والاجتماعي وإذا لم تسارع الجهات المعنية لتأمين الدواء المفقود لم يعد أمامي إلا أن أطلق دعوة للتبرع لصالح هؤلاء المرضى مادامت ميزانية وزارة الصحة قد عجزت عن ذلك ولم تستطع بالتالي والله أعلم تخفيض جزء من نفقات لوازم البروتوكولات لجهة استيراد هذا الدواء.
الوقت يمر ونبض المرضى لا يتحمل إعداد أو طبخ قرار.. فما العمل?! هل نظل واقفين على الإشارة الحمراء?!!