وأمام هذا الاتجاه الذي صار بديهياً لوزارة التعليم العالي, فإن أغلب الطلبة يقعون بين نارين, نار تجاهل المادة, ونار الاهتمام بها..!!
فإن كان الطالب مجتهداً, ويمتلك عقلاً علمياً, فقد ينحاز نحو إهمال مادة التربية الدينية, لأنها ستأخذ من جهده, ومن وقته الكثير, دون أن ينعكس ذلك بأي فائدة, من جهة ارتفاع معدله.. فيميل نحو الاهتمام بالمواد الأخرى التي من شأنها رفع معدله النهائي.
غير أن هذا الإهمال سوف يؤثر على حساب وتسلسل التفوق لأن إضفاء صفة التفوق على الطلاب الأوائل, يجري احتسابها من خلال المجموع العام, بما في ذلك علامة التربية الدينية , فقد تمكن أحد الطلاب المهملين لمادة التربية الدينية من الحصول على خيارات أوسع من ذلك الطالب الذي لم يهمل هذه المادة, رغم أنه يكون مصنفاً كمتفوق على صاحب الخيارات الأوسع..!
فتصنيف الطلبة بتفوقهم على أساس المجموع العام, ليس مقياساً حقيقياً, ولا نهائياً يحدد بموجبه مستقبل الطالب..!
هذا الأسلوب في التعاطي مع علامة التربية الدينية أسلوب قديم, وقد يكون من الأفضل إعادة النظر فيه, كي تستقيم الأمور أكثر.. ولعل هناك خيارات عديدة يمكن اعتمادها لحل هذه المشكلة.
إذ يمكن - بداية - اعتبار هذه المادة من المواد غير الداخلة في الامتحانات النهائية.
أو يمكن أن يحسب التفوق بعيداً عن علامة هذه المادة, دون النظر إلى المجموع العام.
ويمكن أيضاً أن يحتسب التفوق من خلال المجموع العام, بما في ذلك مادة التربية الدينية, شريطة أن تبقى علامات هذه المادة مع مجمل علامات المواد الأخرى المحتسبة في تحديد معدل الطالب دون شطب أو طي لعلامة التربية الدينية بأحد هذه الخيارات, ويمكن أن تكون هناك خيارات أخرى, يمكننا ضمان قيام الطالب باستثمار جهده ووقته بشكل أفضل, وانصرافه نحو التركيز على المواد التي تؤثر على معدله, وبالتالي على تحديد مستقبله.