هنا أيضا ثمة من يدعي الوصاية على الأفكار والأخلاق والكلمات وهنا اللهجة الحاسمة نفسها في التكفير والتخوين,وكذلك تتكرر بكثرة مفردات من طراز : (الحياء, التقاليد, حماية الدين, الحفاظ على الحشمة..)
وفي تصعيد ينذر بالشؤم صار عدد من الرقباء يضيف الى التقارير الرقابية, هوامش وعظية يدعو فيها المؤلفين الى الهداية والسير على الطريق القويم مع إشارات تحذيرية تنطوي على تهديد...!!
منذ أيام عاد مخطوط شعري لشاب موهوب محملا بثلاثة تقارير طريفة للغاية, فتعليقا على جملة شعرية تقول: ( أبواي يعيدان كل خميس زفافهما) كتب الرقيب الاول غاضباً: ( لمن تكتب عن عورة أبويك أيها ال¯ ...) فيما كتب الرقيب الثاني يقول: ( إنها قصائد كادت ان تكون جميلة لو لم يهتك سترها السيد الشاعر..)..!!
وذلك تعليقا على كلمات اعتبرها فاضحة وهي من عيار: ( قبلة, تنهيدة, زفزة ..)
أما الرقيب الثالث فقد اعترف بموهبة الشاعر وتمكنه, ثم استدرك قائلاً: ( ولكن لدى الشاعر على مايبدو صديق سيء يضلله ويخدعه ويشده الى الخلف..) ولم ينسئ الرقيب بالطبع أن ينصح الشاعر بالابتعاد عن رفاق السوء ولكنه نسي أن ينصحه بتقليم أظافره عند الصباح وبشرب الحليب قبل النوم..
من هم هؤلاء الرقباء.. وماهي مؤهلاتهم حتى يبيحوا لأنفسهم تأديب الشعراء والكتاب وتلقينهم دروساً في الأخلاق..?
ˆ