كما جاء في التعبير- فالمرأة في رأيي وبعد قرون طويلة من الإنعزال والسلبية والخضوع للمجتمع الذكوري الذي حيدها إن لم نقل ظلمها.. أقول إن المرأة عموما والأديبة خصوصا خرجت من شرنقتها فراشة مجنحة.. وكان عليها أن تطير في حقول الحرية.. وسماوات الربيع.. ففعلت.. إلا أن كثيرات اقتربن من وهج الشمس أكثر فأكثر.. فاحترقن.. أو ذابت أجنحتهن الشمعية.. وبعضهن لم يعثرن إلا على المرآة.. فكانت الأنوثة أولا.. وكان الحوار في أفلاك هذه الأنوثة وأولها الحب أو العلاقة مع الرجل. وفي الحرية ليس هناك اعتبارات بل هي اختيارات.
أما الأسئلة التي تحمل إجاباتها فهي -كما قلت- كثيرة.. وما يلفت منها هذه: هل تسير المرأة الأديبة على خطى المرأة الفنانة فتحتاج الى الصور والدعايات والإعلانات واقتحام وسائل الإعلام بمناسبة ومن دون مناسبة? هل على المرأة الأديبة أن تتمتع بقدر من الجمال والأناقة العصرية حتى تكتسب مواقفها? وما هذه الحفلات للتوقيعات التي تنقلب الى مناسبات اجتماعية لعروض الجمال والأزياء ومجاملات الآراء? وأين هم النقاد الذين يعرفون القراء بما تتفتح عنه عبقرية المرأة فلا تقع في إغراءات العنوان وإنما يكون الإبداع هو الميزان? وما رأيك في هذه.. وهذه.. وتلك.. من الأسماء التي أصبحت شائعة وذائعة وهي لا تتحدث إلا عن الحب والجنس? وهل الحب والجنس هما كل شيء في حياتنا حتى نلهث وراءهما?
وأنا أقول إنني شجعت.. وأشجع المرأة على أن تكون أديبة إن كان لديها إبداع.. لا أن يكون لديها سر يذاع.. ولعلي أجد حرجا وأي حرج لو أنني وقعت في المفارقات أو حتى المقاربات.
ورجوت وأرجو من الذين يسألون أن ينظروا الى الظروف التي تحيط بالمرأة الآن.. فسيرأفون أو يقسون.. لكنها أمواج العصرنة إن لم نقل العولمة تتقاذف المرأة قبل الرجل.. حتى تقتحم الدائرة.. ولا يهم أن تكون الرابحة أو الخاسرة.