وقد سعت الجهات المعنية لتوفير المطلوب لتلك المنشآت ولتلك الصناعة, وانتشرت المنشآت السياحية في معظم مناطق قطرنا التي تشكل التربة الصالحة لسياحة خارجية وداخلية ,لأن سورية ذات الطبيعة المتنوعة تشكل متحفاً يضم آثار أكثر من عشرين حضارة مختلفة, فيها من الآثار الغارقة في القدم ما يلبي طموح السائح وفضوله في الاطلاع على التاريخ بمراحله المتعاقبة منذ بداية الإنسانية وأزمنتها الأولى مروراً بالتطور العمراني والقلاع التي لا تخلو منطقة من مناطق قطرنا من وجود قلعة أو حصن, كذلك فإن سورية ذات طبيعة خلابة في مصايفها ومشاتيها التي تناسب السياحة الداخلية والخارجية وتتطلب فقط تكاتف الجهود لتوفير ما هو مطلوب لإنجاح هذه الصناعة الهامة.
ولا يستطيع أحد إنكار الجهود المبذولة في هذا الصدد, وخاصة التسهيلات المقدمة للسياح العرب الذين لا يطلب منهم تأشيرة دخول إلى سورية, وكذلك صار بإمكان السائح الأجنبي الحصول على تأشيرة دخول في المطارات والمداخل الحدودية خلال وقت قصير ومجاناً وقد صدرت القرارات الهامة للنهوض بالصناعة السياحية.
لكن هل وفرنا مقومات السياحة الداخلية والشعبية التي تشكل الجانب الأساسي للسياحة في قطرنا?.
فقاسيون مثلاً يحتاج إلى مراقبة وتنظيم دقيق لأرصفته المطلة على دمشق منعاً للمستغلين والطفيليين الذين بسطوا طاولاتهم وكراسيهم في ظل غياب الاستثمار الأمثل لتلك المنطقة من قبل الجهات المعنية, ولا ننسى الاستراحات الشعبية والمحال العامة المجاورة للمنشآت السياحية الكبيرة على طريق المطار التي أطلق أصحابها لأنفسهم العنان في التعدي على المنشآت النظامية والاعتداء على روادها وزوارها.
وهناك مناطق تمثل قمة الجمال الأخاذ الرائع, تقع تحت جسر الهامة وعلى امتداد مجرى بردى تحتاج إلى العناية الخاصة وتوفير مستلزمات المقاهي الشعبية والجلسات العادية, وشق الطريق وتعبيده إليها يجعل منها شعلة للسياحة ومكاناً هادئاً لكل من يبحث عن الراحة والهدوء.
إذن لا بد من توفير مقومات الصناعة السياحية وبنيتها التحتية من طرق وكهرباء وماء, وعندها سنجد أن السياحة ستشكل الرقم المهم والرافد الأساسي في الناتج الوطني الإجمالي للميزانية العامة وهذا ما نأمله من السياحة.