وعلى أهمية هذا الرأي, فلا يزال أدب الأطفال في البلدان العربية,يرزح تحت وطأة التنظير, والدعوات الخجولة, بعيداً عن المعايير المطلوبة للنهوض به, أو استراتيجيات تتيح له وجوداً حقيقياً على أرض الواقع.
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي, شهدت سورية فورة في إنتاج أدب الأطفال, كان وراءها أدباء كبار, حققوا فيما قدموه, إنجازات متميزة, كان لها أبلغ الأثر على مسيرة أدب الأطفال, على أن هذه الفورة, سرعان ما خمدت, في ظل إهمال الجهات المعنية, وطغيان حالة الترفع عن الكتابة للطفل, بحيث لم يبق في ساحته, سوى قلة قليلة, التزمت برسالتها, وقدمت أعمالها على مدار السنوات الماضية.
ولعل مؤتمر (أدب الطفل في الوطن العربي) الذي أقامته جامعة تشرين في اللاذقية منذ مدة, قد أتاح للمشاركين, من كتّاب وباحثين, فرصة للإدلاء بآرائهم حول الأزمة التي يعانيها أدب الأطفال, كتابةً, ونشراً, وتسويقاً.
ومع ترحيبنا بأي نشاط تقوم به أي جهة كانت, فإننا نعتقد أن مثل هذا الأمر, يتطلب تشكيل لجنة وطنية من كافة الجهات المعنية بالطفل, مثل وزارتي التربية والثقافة, واتحاد الكتاب العرب, مهمتها وضع خطة كاملة, لإحياء أدب الطفل, والبحث عن السبل الناجعة للنهوض به, على أن تتجاوز أحاديثها ومقترحاتها حالة اللفظ المعهودة, إلى ما هو واقع مرئي ومحسوس....