وقد لا حظنا تفاعل الجمهور مع هذه الحركة, فقد شاهدنا جماهيرية عروض الأفلام من خلال الأسابيع والمهرجانات السينمائية, ولمسنا جماهيرية الثقافة في مهرجان دمشق السينمائي من خلال مجموعة كبيرة من الكتب التي أذهلت النقاد والسينمائيين العرب بعددها ونوعها, وها نحن نشهد الآن تصاعد الإنتاج السينمائي.
ففي المؤسسة العامة للسينما , يحدثك عدد من المخرجين عن مشاريع إنتاج أفلام طويلة وقصيرة, ويبدو أننا سنشهد في الموسم المقبل أكثر من ثلاثة أفلام حسب المعطيات التي حدثنا عنها أصحابها, إضافة إلى فيلم قيد الإنجاز وآخر في التصوير وثالث نال الموافقة على إنتاجه, وفيلم رسوم متحركة وضع قيد التنفيذ.
وإذا سارت الأمور دون عوائق فسنكون أمام ستة أفلام روائية طويلة في مهرجاننا السينمائي القادم, وهو عدد لم تشهده المؤسسة في تاريخها إلا مرة واحدة وتحديدا في عام .1974
مدير مؤسسة السينما محمد الأحمد يقول: أنه لا توجد مشكلة في التمويل عندما تقبل اللجنة الفكرية فيلماً, وهو لا يقرب ولا يرد أحدا, فجميع المخرجين على مسافة واحدة منه, وبمعنى أن فرص العمل السينمائي متاحة للجميع وكلام الأحمد ليس للاستهلاك, بل حقيقة تؤكدها الوقائع, وهذا أمر طيب نتمنى أن يتعمق ويستمر.
ونحن إذ نشد على أيدي الساعين إلى إبقاء اسم سورية على خريطة الإنتاج السينمائي في العالم نؤكد أن السينما ليست فناً كمالياً, ولاتزال في قائمة اهتمامات الدول التي تسعى إلى نقل ثقافتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية والاجتماعية إلى فئات واسعة.
فهي الآن الأداة الوحيدة التي تضع صورة البلاد أمام جمهور نوعي مثقف في مختلف أنحاء العالم, في حين تقتصر العروض التلفزيونية على مشاهدي الفضائيات التي تورمت كثيراً حتى ضاعت ملامحها.
وبدورنا نشد على الأيدي التي تسعى إلى تواصلنا مع الإنتاج السينمائي والذي يعني تواصلنا مع أداة ثقافية حضارية لها تأثيرها وحضورها في العصر الراهن.