تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأثنين9/8/2004
مصطفى المقداد
طرحت المؤسسة العامة للصناعات الهندسية كلاً من شركتي أخشاب اللاذقية وكبريت دمشق للاستثمار, وفقاً لدفاتر شروط فنية وحقوقية ومالية في مسعى لتجاوز واقع الخسائر التي منيت بها معظم شركات المؤسسة, وبعد أن أجرت مسحاً شاملاً للوقوف على مدى ربحية أو خسارة كل منها وكان القرار الحاسم في النهاية والقاضي بطرح الشركات الخاسرة للاستثمار.

ولم يقتصر قرار الاستثمار على شركتي الكبريت والخشب, لكنه يشمل شركة حديد حماة التي سبق أن طرحت للاستثمار وتقدمت أربع شركات أجنبية بعروض لاستثمارها.. ‏

واللافت المسجل في هذه القرارات جرأتها غير المسبوقة في تحديد شكل المعالجة, لكن النظرة الأعمق تتجاوز حالة الجرأة التي تميز هذه القرارات لتتوقف عند طريقة الحل التي تمثل هروباً موصوفاً من قبل وزارة الصناعة وإدارة المؤسسة وجميع الشركات التابعة لها من مواجهة واقع صعب والبحث في حلول قد تكون أكثر صعوبة ومأسوية. ‏

في المستقبل, ومهما يكن من أمر الشروط الحقوقية والمالية والفنية الموضوعة فإنها لن تكون كفيلة بالحفاظ على مصالح العمال, وإ ن اشترطت الحفاظ عليهم, وعندها يبدو التساؤل كبيراً: فكيف سوف يتمكن المستثمرون الجدد من تشغيل العمال القائمين على عملهم في تلك الشركات, وضمان تحقيق أرباح معقولة, في حين تتمكن عدة إدارات متعاقبة من تحقيق ربح معقول يضمن استمرار أداء هذه الشركات وتأمين المئات من فرص العمل الجديدة?. ‏

وهل تعجز الإدارات العامة عن الارتقاء بأداء تلك الشركات, فيما ينجح المستثمرون الأجانب?. ‏

الإجابة ليست بسيطة كما يفترضها السؤال المطروح, ذلك أن أسلوب العمل المطبق في المعامل والمصانع التابعة للقطاع العام عموماً ووزارة الصناعة بخاصة أسهمت الى حد كبير في تراجع الإنتاجية مع عدم القدرة على تحقيق المواصفات المطلوبة, الأمر الذي أخرج الكثير من منتجاتنا من دائرة المنافسة متسبباً في زيادة المخازين وإخراج مليارات الليرات خارج دائرة الفعل الاقتصادي, وهو ما انعكس في النهاية سلباً على الانتعاش الاقتصادي عموماً. ‏

وربما لم تكن تجارب الإدارة بالأهداف وغيرها كافية لصياغة آليات محددة في إدارة الشركات الصناعية, وهكذا جاءت القرارات الجريئة شكلاً لتمثل هروباً من مواجهة أزمات يمكن أن تواجه جميع المجتمعات, لكنها لا تعدم حلاً لها يضمن حقوق العاملين, ولا يفرط بمكتسبات القطاع العام. ‏

ويمكن القول في النهاية إن المشكلات التي تواجه القطاع العام لا يتحملها هو بذاته, لكن الارتجال في قرارات الإدارات غير الكفوءة تسبب في تراجع دور هذا القطاع, الأمر الذي يدفعنا لطلب الوصاية عليه والقبول بها عبر خبرات المستثمرين الشخصية. ‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30402
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30390

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية