تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأثنين9/8/2004
بشار محمد الحجلي
بداية يجب الاعتراف بأنني لست من أصحاب النظرة المتشائمة , وإطلاق الانتقادات لأنني أؤمن أن في بلدنا الكثير من المشاهد الإيجابية التي تدفع الإنسان الى التفاؤل ,والعد الى أكثر من مائة قبل الحكم على ما يشاهده , أو يسمعه أو يقرأه بخصوص مسائل تتعلق بخدمات المواطنين.

ومع ذلك ثمة مشاهدات تضع العقل بالكف - كما يقولون - لأنها تأتي تحت شعار مصلحة المواطن والحرص على صحته ووقته, وفي التنفيذ تكون عكس ذلك تماما, ولاندري الى متى يبقى المواطن في أخر سلم اهتمامات بعض الجهات التي تدعي هذا الحرص, وهي في قراراتها وممارساتها على أرض الواقع تضيف الى مشاكلنا اليومية ما يخلق التذمر في النفوس لأنها تعجز عن تقديم تفسير مقنع حول جدوى هذا الإجراء أو ذاك , ومدى مطابقته للشعار الذي جاء تحته. ‏

فالمنطق يقول إن أي إجراء لا يضع مصلحة المواطن في أول أهدافه يكون إجراء ناقصا خاصة وأن سورية في عناوينها العريضة تعمل لتحقيق هذا الهدف, بل وتقدمه على الكثير من المسائل الخدمية الأخرى ومع ذلك يصادفنا تصرف هنا وإجراء هناك يجعلنا نعيد الحسابات في ممارسة بعض الجهات التي لا تخلو من الارتجال ويدفعنا الى الإشارة إليها بهدف لفت النظر الى مايجري ومحاولة ايصال صوت الناس الذين يتساءلون عن مثل تلك الإجراءات التي لا تخدم مصلحتهم ولا تحقق ما ينتظرونه من هذه الجهات . ‏

هنا أعود بالذاكرة الى آلية التخطيط التي تتم بموجبها إقرار مجموعة من جسور المشاة على العديد من الطرق الرئيسية في العاصمة دمشق, وبالتحديد سأقف قليلا عند رأي استشاري منهم أقترح أن يقام نفق للسيارات والمركبات بين الحجاز والحميدية وإبقاء المنطقة الحالية كمساحة خضراء تظهر جمال قلعة دمشق وشارع النصر وسوق الحميدية.. هذا غير الإلتفاف على الأزمة المرورية والاختناقات التي تظهر على هذا الشارع في وضعه الحالي . ‏

وبالطبع هذا الاقتراح قوبل بالتهميش , وانتقل الى ماهو مغاير تماما ليصبح المشاة عبر نفق الحميدية وتبقى السيارات تصول وتجول في هذا الشارع . ‏

كذلك كنا تحدثنا عن موضوع سوء الحال في أسواق لحوم الفروج بدمشق وممارسة الباعة الذين (يدعمون) الفروج المذبوح بالماء لزيادة وزنه وانتظرنا إجراء يحل المشكلة ويوقف هذا الوضع, لكننا قوبلنا بقرار يمنع محلات بيع الفروج الحي في المناطق والأحياء , ويلزم الناس بشراء فروج مذبوح ومغلق مسبقا بشروط معقولة . ويجب ألاننسى أهمية هذا الإجراء لو كان فعلا لمصلحة المواطن كما جاء لأجله .. لكن حديثنا السابق في الموضوع نفسه أشار الى حصر الفائدة من هذا القرار بأشخاص وربما بشخص واحد أنشأ مسلخا (حديثا) وأراد للمنافسة أن تموت. وهذا الشخص معروف لدى أصحاب الرأي والقرار. ‏

مسألة ثالثة تتعلق بنقل خط سرفيس المخيم والتضامن والدويلعة وغيرها من موقعه السابق الى أمام مقر اتحاد الفلاحين والسبب تخفيف ضغط الازدحام بالآليات على هذا الطريق, وتسهيل حركة مرور السيارات وبالمقابل جاء المواطن في أخر الحسابات , وربما استثني تماما منها لأن هذا الانتقال التعسفي خلق جوا مربكا للآلاف ممن يستخدمون هذا الطريق للوصول الى مركز المدينة, ونقل الأزمة من موقعها السابق لتستقر في موقعها الجديد,والغريب أن أحدا لم يهتم للمشاهدات المؤلمة التي باتت تتكرر جراء هذا الانتقال , ولا لوضع الناس الذين سيجبرهم الوضع الجديد على تحمل أعباء مالية كبيرة.. والسؤال هنا.. أليس من الواضح أن المواطن في آخر حسابات تلك الجهات.. والى متى يستمر هذا الأمر. ‏

ومتى نشهد إجراءات تأتي لمصلحة المواطن وليس لآليات أو أشخاص ? . ‏

 

  بشار الحجلي
بشار الحجلي

القراءات: 30384
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30380
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30383
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30380
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية