لقد سمحت إحدى هذه المحطات الغنائية, عقب مباراة الكويت والأردن في كأس آسيا, بأن تبث على شريط الرسائل القصيرة في أسفل الشاشة شتائم مقذعة, بذيئة وعنصرية, تبادلها الأشقاء في نزعة ثأرية كارهة, كنت أظنها علامة فارقة للمرضى النفسيين ولأصحاب السوابق الفعليين أو المرشحين لذلك, بحكم انتمائهم لرعاع بدؤوا في الشارع كمكان وانتهوا في مزابله كحركة تاريخ.
صحيح, أن طبيعة الأشياء تفرض وجود حثالة فكرية وأخلاقية في كل مجتمع, لكن نقل الموقف العنصري إلى حيز العلن جريمة يعاقب عليها المعلن وصاحب وسيلة الإعلان, بشبهة التحريض وإثارة النعرات, فأين هم المحامون الذين كانوا ينتخون لقيم المجتمع الشرقي, ويرفعون دعاوى حق عام ضد المسيئين والمخلين ...
الطريف أن هذه المحطات تفهم اللعبة جيداً, فتمارس رقابة أخلاقية متشددة في حرفيتها, فتستعيض بالنقاط عن الكلمات التي تخدش الحياء, لكنها تسمح بما يجرح ويقطع....