Attr
الثلاثاء 10/8/2004
محمد علي بوظة
لايستطيع أحد الادعاء بأن الولايات المتحدة قد قدمت نفسها لهذا الجزء من العالم, وفي أي وقت بصورة المنقذ والممارس لأي دور يسهم في التهدئة وحقن الدم , ونزع فتيل التفجير من الأزمة المستفحلة والمتصاعدة بفعل استمرار الصراع العربي - الإسرائيلي , وأخذ المؤسسة العسكرية الصهيونية بخيار القوة وشريعة الغاب , عقيدة ومنهجا لها في نزعتها العدوانية ومحاولاتها الظفر باحتلالها للأرض العربية وتحقيق حلمها التوراتي , مستندة الى ترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة والمحرمة دوليا , وإلى دعم أميركي بامتياز ما انفك يشكل الشريان والعصب المغذي لهذه العربدة السياسية والعسكرية ,والتحدي والاستهتار بالقانون الدولي, والتطاول على الأمم المتحدة ومؤسساتها.
فأميركا التي تزعم الحرص على السلام وتؤثر مواصلة التفرد برعاية العملية السياسية التي انطلقت في مدريد على أساس قرارات الش¯رعية الدولية , وفق مبادرتها القائلة بمبدأ الأرض مقابل السلام , وانتهجت عمليا ولاتزال سياسة المناورة والمماطلة والتسويف والالتفاف وطرح بدائل وصيغ تقزم هذه العملية وتفرغها من مضامينها , وتمنح الكيان الصهيوني التغطية والمزيد من الفرص لتضييع الوقت والتهرب من استحقاقات التسوية , أميركا هذه التي أشهرت إفلاسها وتحللت من أي التزام أدبي وأخلاقي وقانوني تجاهها , واللاهثة اليوم وراء تجميل وتحسين صورتها , وإعادة بعض الاعتبار لسمعتها وهيبتها المفقودة كقوة توازن واستقرار تطمح لأن تكون بلا منازع قائدة لهذا العالم وموجهة له , لم تستطع ان تقدم حتى اللحظة غير الوجه البشع والجانب المظلم والظالم في سياستها المفرطة في السلبية والاستفزاز وإبداء مشاعر الكراهية والعداء حيال العرب وقضاياهم.
وهي لم تكتف بذلك وإنما أقحمت نفسها وأقحمت اسرائيل طرفاً في الصراع وجزءاً من المشكلة عبر اصطفافها الى جانب الكيان الصهيوني وفي خندقه , ودخولها بموازاته وتغطية له في العراق قوة غزو واحتلال , تتبنى أساليب ونظريات حكام تل أبيب و / أدبياتهم / في القتل وشن الحروب الاستباقية والوقائية ونشر ثقافة الموت والدم والخراب , ما تسبب في خلق مشكلة وكارثة مأساوية أخرى وملهاة فاقمت من خطورة الأوضاع , وجعلتها خارج نطاق السيطرة والتحكم , وعرضة لتداعيات مفتوحة وانتكاسات أكبر وأشمل , تتعدى جغرافية المنطقة ومقولات رسم خرائط سياسية جديدة لها..
وبجردة حساب سريعة لعائدية وأكلاف هذه السياسة والأثمان الباهظة المترتبة عليها , سواء للأميركيين الذين لم يستوعب شارعهم بملايينه وليس بمقدوره , أن يستوعب ويبتلع الخدعة والكذبة الكبرى المسوقة كمبرر للحرب , والغوص في وحول المستنقع العراقي بعد السقوط المدوي لها ولأصحابها , أم للعرب المعنيين اكثر بدفع الاستحقاقات وإخلاء الساحة لعبث ومجون الحليفين الأميركي والإسرائيلي وطموحاتهما الكونية , يمكن الحكم والجزم بعبثية هذه السياسة والقول : بأن عودة الثقة المفقودة بأميركا ومصداقيتها تحتاج الى الكثير من العمل والجهد والترميم , والتخلي عن المعتقدات المتطرفة والخاطئة ,والنظر الى الشعوب على أنها شريك حقيقي في عملية التنمية والبناء وصنع السلام , وليست مجرد أرقام وتوابع ينبغي ان تستعبد.
والطريق الى ذلك سهلة وأ قصر بكثير مما يتصور البعض , وهي تمرأول ما تمر بانتهاج مواقف وسياسات عقلانية تنبذ منطق التفوق والاستعلاء والإلغاء للآخر وتحتكم لمبادىء الحق والعدل والشرعية الدولية , بالشكل الذي ينتفي فيه الظلم وتزول معه كل مظاهر العدوان والاحتلال والتدخل والمصادرة لحريات وكرامات البشر في أي مكان من الأرض , وتنتصر قيم السلام الذي لامناص من أن يكون عادلا وشاملا وضامنا لعودة الأراضي والحقوق العربية كاملة ..
| |
محمد علي بوظة
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30396 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30390 |
|
القراءات: 30385 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30382 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30394 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30391 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30392 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30383 |
|
القراءات: 30385 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30399 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30383 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30382 |
|
القراءات: 30399 |
E - mail:
admin@thawra.com
|
الثورة
|
|
الموقف الرياضي
|
|
الجماهير
|
|
الوحدة
|
|
العروبة
|
|
الفداء
|
|
الفرات
|
|
مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية
|
| |