تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 10/8/2004
عبد الحميد سليمان
هو ليس استثماراً على أساس القانون رقم/10/ , ولايحتاج إلى موافقة المجلس الأعلى للاستثمار لتشميله في إطار مشاريع الاستثمار, لكنه استثمار مضمون وأرباحه مؤكدة, ولايشكو من الكساد وصعوبة التسويق, كما أنه لا يحتاج إلى دعاية وإعلانات وترويج سياحي مع أنه يرتبط إلى حد كبير بالموسم السياحي وإجازة الصيف وعودة المغتربين والمسافرين إلى سورية..

هذا النوع من الاستثمار الذي يلقى رواجاً كبيراً هذه الأيام, هو ما يسمى بصالات الأفراح التي انتشرت بكثرة في كافة المدن والبلدان وطالت المقاصف والمطاعم والفنادق, حيث تشهد تلك الصالات إقبالاً كبيراً من أجل إقامة الأفراح والمناسبات الأخرى.. ‏

وحتى تستطيع الحجز في هذه الأماكن يجب أن تكون من أصحاب الحظوة, فلا أماكن شاغرة وهي محجوزة ربما لأشهر سلفاً, وخاصة أيام الخميس والجمعة والعطل, وعليك أن ترضخ لشروط أصحاب الصالات من حيث الأجرة وتحديد الموعد وعدد الساعات التي يسمح لك بالبقاء فيها وغيرها من الشروط.. ‏

ويساهم في ازدهار صالات الأفراح وزيادة الطلب عليها, أن إقامة الفرح في صالة شرط أساسي لإتمام الزواج, إضافة إلى ما يتبع ذلك من تصوير الفيديو وموكب السيارات وأكاليل الورود والزفة والعراضة, وغير ذلك من المظاهر التي اقتحمت حياتنا وفرضت نفسها على الجميع.. ‏

وحتى في القرى البعيدة لم يعد مقبولاً إقامة العرس في فسحة الدار أو في ساحة القرية, بل انتشرت عادة إقامة الأفراح في الصالات المخصصة لذلك.. وقد وصل الأمر بالبعض أن اضطر للإستفادة من ساحات المدارس بإقامة حفلة العرس فيها بعدما فشلوا في إيجاد صالة شاغرة, رغم أن ذلك مخالفاً للقانون!! ‏

لقد أصبحت عملية إقامة الأفراح استثماراً ناجحاً ومربحاً وتزايد عدد الصالات بشكل لافت في السنوات الأخيرة لأن ربحها مضمون وهي تستخدم لمختلف المناسبات وليس للفرح فقط. ‏

وبالمحصلة نحن مع مظاهر الفرح, لكننا لسنا مع المبالغة في المظاهر الباذخة وإنفاق مبالغ كبيرة عليها, بالإمكان أن تساعد العروسين على تأسيس بيت الزوجية, لو تم توفيرها. ‏

إن فكرة إقامة العرس الجماعي فكرة صائبة ويمكن أن تساعد الأزواج الجدد على اختصار الكثير من النفقات غير الضرورية وتحل مشكلة الصالات وتشجع العرسان بالإقدام على الزواج.. لكن مصلحة أصحاب الصالات وباعة الزهور أن تزداد تلك المظاهر وتتسع وأن تزدهر حركة الصالات وتجارة الزهور لتزداد الأرباح وتمتلىء الجيوب!! ‏

ولاندري إن كانت هناك رقابة على صالات الأفراح وتحديد أجورها وهل يقدم أصحابها كشوفاً بأرباحهم للجهات الضريبية, أم أن هذه الأماكن بعيدة عن الأنظار?! ‏

ترى هل أصبحت ظاهرة صالات الأفراح لايمكن الاستغناء عنها, أم أن الأيام ستحدد مستقبل هذه الصالات على أنها مجرد صرعة من صرعات هذا العصر سرعان ما تضمحل وتنتهي..?! ‏

 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 30385
القراءات: 30378
القراءات: 30390
القراءات: 30378
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30385
القراءات: 30381
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30380
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30377
القراءات: 30382

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية