المشكلة أن الكاتب هاني السعدي قد استنفد في مسلسلاته الفنتازية المتلاحقة, جميع الحبكات الممكنة, وكل القصص الكرتونية المتاحة ,وأتى على جميع الأشرار في العالم, ولم يتبق امام ابطاله الأخيار (السوبرمانات) من عدو حتى طواحين الهواء..
وبالطبع, فإذا لم يعد هناك من تنين واحد, فلا حاجة لظهور مارجرجس ليقتله, وبالتالي فقد انتفت الحاجة لظهور مسلسل فانتازي آخر.. والواقع أن التعديل التكتيكي الذي أجراه الفنتازيون في اعمالهم لم يجدِ نفعاً إذ استغنوا عن الاسقاطات السياسية المباشرة والهموم القومية الكبيرة المصاغة بسذاجة طفولية واستعاضوا عنها بهدف اكثر تواضعاً ولكنه اكثر كلفة ومشقة: ان يدخلوا (الاكشن) الى الدراما السورية, وهذا كما هو معروف يحتاج الى سيارات تحترق وأبنية تتهدم, ورجال يجيدون اطلاق النار واستخدام السيوف وركوب الخيل وتقطيع الرؤوس,وخفة في الحركة وسرعة عالية في الأداء. وبما أن كل هذا غير متوفر لدينا فإن الأكشن الفنتازي يأتي على هذه الصورة المضحكة:
رجال مترهلون يتبارزون بالسيوف وكأنهم أطفال يلعبون لعبة الحرب بسيوف خشبية, ويحتاج هؤلاء الى دقائق طويلة ومساعدة كادر الانتاج حتى يمتطوا ظهور خيولهم, وفيما تدور الاحاديث عن معارك عنيفة وابطال أشاوس يثيرون الرعب فإن الصورة لاتجسد سوى معارك هزيلة أشبه ب¯ (خناقات الحواري) المثيرة للشفقة.
اذا سئل صناع الفنتازيا عن اسبابهم في الاستمرار بانتاجها لقالوا: لأنها تدر علينا مالاً. وهذا أمر مفهوم ولكن ماالذي يضطر التلفزيون للاستمرار بعرض هذه الاشياء التي لاتدر جمهوراً?.