تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العمالة نقص أم زيادة؟؟ 

على الملأ
الثلاثاء 14-8-2012
حازم شعار

في توصيفها لوضعها الراهن وما تعانيه من صعوبات ومشكلات تعيق تطورها باستمرار, تضع معظم مؤسسات وشركات الدولة الإنتاجية والإدارية قصة العمالة الفائضة بكل تفاصيلها على رأس قائمة المعيقات.

وطبعا هذه القصة حقيقية ذلك أن التوظيف في سورية كان ولعشرات السنين توظيفا اجتماعيا لا اقتصاديا, ورغم عملية التحول الاقتصادي التي بدأت منذ بضع سنوات ما تزال آليات التوظيف ذاتها والمفارقة هنا انه يتم محاسبة الشركات اقتصاديا على الربح والخسارة بمفهوم اقتصادي صرف دون النظر إلى تأثير العمالة الفائضة في هذه المنشأة أو تلك على تكلفة المنتج, ودون النظر إلى السوق والمنافسة وقوى العرض والطلب الخ..‏

والحق أن ما أرغبه من هذا الطرح ليس موضوع ربحية الشركات وما تطالب به الجهات والهيئات الاقتصادية بتوفير البيئة الاقتصادية السليمة للعمل في ظل اقتصاد منفتح قوامه المنافسة بالسعر والجودة بل أردت ذلك مدخلا لتسليط الضوء على قصة تناقض قصة العمالة الفائضة في بعض أجهزة الدولة وهي النقص الحاد في العمالة لدى الكثير من مؤسسات الدولة.‏

ولعل الاسطوانة التي صرنا نسمعها عن النقص في عناصر الرقابة التموينية منذ عشرات السنين من رأس الهرم في وزارة الاقتصاد أو التجارة حاليا إلى أصغر موظف معني بالموضوع خير دليل على هذا التناقض ودائما القائمون على هذا الملف يحيلون العجز في ضبط الأسواق الى قلة عناصر الرقابة التموينية «عناصر حماية المستهلك», أيضا إذا انتقلنا الى مكاتب الطوارئ وبالأخص طوارئ الكهرباء فإننا نسمع دائما ذات الاسطوانة عند الاتصال بهذه المكاتب بأنه يوجد نقص في الكوادر وتاليا فان التلبية تكون في حدودها الدنيا والأمثلة كثيرة ولعل آخرها ما صرح به مصدر حكومي رفيع المستوى في وزارة الموارد المائية بأن الوزارة تعاني من أزمة في نقص العاملين والكوادر لديها وأن عدد الموظفين فيها لا يتعدى 90 شخصا.‏

والغريب أن الحكومات المتعاقبة لم تعر أي اهتمام لهذا الملف رغم أهميته بالنسبة لعملية الإصلاح الاقتصادي والإداري وهنا اقترح تشكيل لجنة عالية المستوى وبصلاحيات واسعة لمعالجة ملف العمالة وتحديد احتياجات أجهزة الدولة المختلفة ثم القيام بعمليات النقل من الأمكنة الفائضة الى الأمكنة التي فيها نقص في العمالة هذا طبعا مع عدم تجاهل عمليات التأهيل والتدريب لمن تغير عمله.‏

H_shaar@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 حازم الشعار
حازم الشعار

القراءات: 895
القراءات: 877
القراءات: 863
القراءات: 919
القراءات: 846
القراءات: 918
القراءات: 907
القراءات: 944
القراءات: 900
القراءات: 871
القراءات: 897
القراءات: 1168
القراءات: 1098
القراءات: 1071
القراءات: 1019
القراءات: 1001
القراءات: 957
القراءات: 1033
القراءات: 1036
القراءات: 1028
القراءات: 1067
القراءات: 1110
القراءات: 1076
القراءات: 1091
القراءات: 1243

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية