وإذا دققنا في كل ما جرى ويجري حيال هذا الأمر على مدى سنوات سندرك أن واشنطن وأدواتها يريدون تثبيت استنتاجاتهم المبيتة وفرضها على فريق بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الحادثة المزعومة في مدينة دوما عام 2018 لتحقيق أجنداتهم.
فأهدافهم باتت واضحة للقاصي والداني وملخصها إيجاد الذرائع والمبررات التي تتيح لمنظومة العدوان الاستمرار في احتلالها للأراضي السورية وسرقة ثروات السوريين ودعم التنظيمات المتطرفة تمهيداً لرسم الخريطة السورية بما ينسجم مع أهداف الكيان الإسرائيلي وهواجسه الأمنية المزعومة وأطماع أميركا في المنطقة برمتها.
وأكبر دليل على ذلك أن تقرير منظمة الحظر نفسه اعترف بصحة الآراء التي عبرت عنها عدة وفود في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تؤكد استخدام الإرهابيين للكلور في دوما، وأن الحادثة الملفقة كان يراد منها اتهام الحكومة السورية لشن المزيد من العدوان عليها.
لكن كل ما نراه هو محاولة أميركية لاجترار الأكاذيب وإعادة تكرار سيناريو أسلحة الدمار الشامل في العراق بطرق ملفقة ومزيفة دون أن يدركوا أن سورية وحلفاءها فضحوا سياساتهم تلك وعروها أمام العالم كله ولن يكتب لها النجاح مهما حاولوا التضليل.