خلال اجتماع المجلس الانتاجي للمؤسسة نهاية الأسبوع الماضي أن العجز المائي الذي تعانيه مدينة درعا حالياً يصل إلى نحو /13/ ألف م3 في اليوم. حيث جاء في المناقشات التي جرت أثناء الاجتماع المذكور بأن الاحتياجات اليومية من مياه الشرب لسكان المدينة هي /23/ ألف م3 في حين أن الكميات الواصلة فعلياً إليهم لا تتجاوز الـ /20/ ألف م3 ،وهذا يعني في النتيجة أن المدينة تواجه الآن نقصاً شديداً بمياه الشرب وأن أغلب الأحياء تتعرض للعطش وبخاصة تلك الأحياء والبيوت التي تقع في نهايات الخطوط والشبكات، ولا نبالغ هنا إذا قلنا: إن سكان بعض المناطق في المدينة لا تصلهم المياه إلا مرة واحدة في الأسبوع ولمدة لا تزيد عن أربع ساعات ليلاً؟!
إن هذا الواقع المرير يزيد من حجم المعاناة والوقوع في أزمات عطش أشد في الأيام القادمة خاصة وقد دخلنا فصل الصيف، حيث تتزايد الحاجة لمياه الشرب وتتراجع غزارة الينابيع ومصادر المياه الأخرى.
وبلاشك فإن هناك أسباباً موضوعية وأخرى مفتعلة وطارئة تقف وراء مشكلة نقص المياه وأزمة المياه وأزمة العطش في المدينة ويأتي في مقدمتها: هبوط منسوب المياه للينابيع والمصادر التي تغذي تلك المدينة، وتراجع غزارتها نتيجة لسنوات الجفاف التي مرت بالمنطقة في الفترات الأخيرة،أما العوامل الطارئة والذاتية التي تساهم في خلق الأزمة فهي الاعتداءات المتكررة على خطوط الجر وشبكات المياه ومخالفة نظام الاستثمار وسرقة المياه والعبث بها واستعمالها في سقاية المزارع وغسل السيارات والطرقات، وفي الأغراض غير المخصصة لها. من هنا نؤكد بأن مواجهة العجز بالمياه وتوفير حاجة سكان مدينة درعا منها يتطلب اتخاذ العديد من الخطوات والاجراءات الفاعلة وعلى رأسها ترشيد استهلاك المياه ووقف حالات الهدر والعبث بالمياه والبحث عن مصادر جديدة رافدة لتغطية حاجة السكان، وسد النقص الحاصل حالياً والمتوقع تزايده ولفترات قادمة، بهذا فقط تتم معالجة المشكلة جذرياً ويحصل كل فرد على نصيبه من مياه الشرب ونبعد شبح العطش العام والمنتظر.
SDAHADAL@YAHOO.COM