تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبّح الله هبلكم

معاً على الطريق
الأربعاء 14/5/2008
غسان الشامي

ترددت كثيراً قبل الكتابة عما يجري في هذه الدولةالمزرعة, التي ظن نفسه من يتحكم بها منذ ثلاث سنوات أنه خلاصة تطور الثورات والنظم والتكنولوجيا والقوة الكونية المدججة بالأمم المتحدة الممسوخة .

ترددت كثيراً قبل الكلام عن الهبل والقيح والقبح والمذهبيات والمرتزقة ونشّالي الكلمات المعلّبة, فالجراح جراح مواطنين مهما ارتفع الغي ومهما انثال الحقد ومهما أزّ الرصاص.‏‏‏‏

كان يمكن للموظف الذي نفخوه أكثر مما يحتمل الجلد البشري وعقل العصافير وألبسوه ثياب رجل الدولة الداخلية فقط ,أن يكفي الناس شر الفتنة في هذه المدينة التي أذلّت إسرائيل, أو أن يكفي لبنان شر الليالي المظلمة ويستقيل بشرف ,لكن قماشته النايلونية لا تحتمل رجولة القرارات.‏‏‏‏

كنت أتألم طيلة الوقت من رؤية فؤاد السنيورة متباكياً وسعد الحريري متلعثما ووليد جنبلاط خائفا ومرتعداً بعد سنوات من التعنتر والصلف,وأسأل نفسي لماذا لم يذهبوا للحوار السياسي المفتوح ما داموا سيأتون إليه صاغرين في نهاية المطاف ويجنبوا الوطن هذه الليالي المظلمة?‏‏‏‏

مين بعتَك ..مين دفعَك ..مين دفعلَك? اللازمة الرحبانية المعروفة ,أدت إلى حقن الشرايين المذهبية بدماء الحقد السوداء من الجوزو إلى الدعاة الجدد ,لتشعرك بدل الإمساك بقبضة فرح انتصار تموز النادر على عدو تاريخي , سفك الشرفاء جمر أوردتهم طيلة ستين عاما كي ينعموا بلفتة ذل فينوغراد ,بأنك متهم بثقافة الموت مع أن أشكال هؤلاء الخارجة من المغاور الدهرية ,ومن لبس ربطات العنق خلفهم على أبواب القصور, تجعلك تكتم رفة قلبك الفرح ..وهذا فقط ما لا يمكنني غفرانه.‏‏‏‏

أقول ترددت كثيراً لأن الأمور في بداياتها ولن ينجلي الغبار إلاّ عن ما رددته سابقاً ,أي أن مشروعا من المشروعين سيبقى,فالوطن لا يحتمل قرضاي آخر وجلبي وشعلان ومجموعة الحشم التي تقبض آخر الشهر, وها هي واشنطن والرياض تصرخان على ضياع الأموال..لكن رغم كل شيء لا بد من الكلام الهادئ حتى يمكننا صياغة وطن, لا مبغى سياسي.‏‏‏‏

أولاً :يجب معاقبة الزعران والمرتزقة من أين ما كانوا وعدم الذهاب إلى تبويس اللحى.‏‏‏‏

ثانيا: يمنع التشفي والاستعلاء فكل الناس أهل وأحبة ,وهذا ما يجب على المعارضة أن تفعله,أي لا تقع في خطيئة الإلغاء التي وقعت فيها هذه السلطة الشوهاء.‏‏‏‏

ثالثا: الاتفاق المؤكد على مشروع وطني يفسح للجميع مكانهم الطبيعي,لا المنفوخ , كطريق إلى إلغاء الطائفية السياسية.‏‏‏‏

رابعا: تحديد بوصلة الصراع ومن هم الأعداء بالظبط .‏‏‏‏

المجال لا يتسع لكلام طويل كحزن الذين تيتموا جراء مشاريع الفتنة الحاقدة..نعم في هذه الأيام القاسية لا بد من عقل راجح وهادئ وشجاع ,كي يخرج بالوطن من محنته التي دفعوه إليها دفعا بصبيانيتهم وأحقادهم وكوندوليزاهم .. وحذار من الشماتة.‏‏‏‏

كاتب لبناني‏‏‏‏

ghassanshami@gmail.com‏‏‏‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 14/05/2008 09:57

الإستقالة تتطلب رجولة, والرجولة مفقودة في كل موالاة للغريب الغازي,فمع أول كلمة من سيد المقاومة: بوه هرهر فريق الموالاة وتبعثرت أرقام 14آذار,لكن الكاوبوي ومملكته بالخليج, صرخا فيهم: تماسكوا قليلا وسنجملكم ونمكيجكم, فأدواركم لم تنتهي بعد , وليس الأمر على كيفكم أن ترحلوا,فلا تتراجعوا ولاتستسلموا, فنحن نريد أن نرفع التكلفة على المقاومة أكثر وأكثر مادمنا لانقدر أن نقضي عليها, وإذا انجرحتم فإن بإمكان الجريح أن يخربش فخربشوا وهذا أمر. أما أنا كقارىء عربي فاعتقادي أن المعارضة وبالذات حزب الله يفوت الفرصة تلو الفرصة ولايحسم كما يجب.فأي مشروع وطني هذا الذي نتوقعه بين وطني وعميل!, بين خائن وشريف!.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1617
القراءات: 1417
القراءات: 1573
القراءات: 1329
القراءات: 1314
القراءات: 1264
القراءات: 1404
القراءات: 1636
القراءات: 1650
القراءات: 1992
القراءات: 1402
القراءات: 2154
القراءات: 1274
القراءات: 1309
القراءات: 1559
القراءات: 1552
القراءات: 1361
القراءات: 1449
القراءات: 1342
القراءات: 1867
القراءات: 1431
القراءات: 1310
القراءات: 1507
القراءات: 1504
القراءات: 1292

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية