الجميل في أيام السينما الصينية أنها أتاحت لنا فرصة مشاهدة سينما سمعنا عنها كثيراً ، وقرأنا عنها، لكن لم نر منها سوى القليل وتحديداً في مهرجان دمشق السينمائي .
فقد اقتحمت السينما الصينية المهرجانات العالمية ، وحققت فيها انجازات ملحوظة وكانت منافساً حقيقياً لسينما عريقة ذات أمجاد تمتد جذورها إلى بدايات السينما في مطلع القرن العشرين.
عبر فيلم الافتتاح (المشي إلى المدرسة) عن هذه السينما خير تعبير.. فقد ذهبت الكاميرا إلى أماكن ربما لاتخطر على بال.. بل لانكاد نصدق مانراه على الشاشة .. أناس فطريون يحبون المكان وفي الوقت ذاته يحبون التواصل مع العالم القريب منهم .. والمكان لايمكن للكلام أن يحيط بجماليته ، فالمشاهدة العيانية ليست كالوصف، مكان مرتفع إلى جانب نهر عميق والانتقال إلى الجانب الآخر من النهر يتم بواسطة زلاجات تعلق بحبل حديدي ، وهكذا تصبح عضلات اليدين والخبرة وسيلة للانتقال إلى الطرف الآخر.. وأي خطأ يمكن أن يودي بحياة الإنسان المعلق بين السماء والنهر..
ومع كل هذا العذاب يعيش الكبار والأطفال ببساطة وحب إنه باختصار درس سينمائي لمن يريد التميز وتقديم أشياء جميلة تختلف عما يقدمه الآخرون.
بعد أن شاهدنا الأفلام الصينية.. الصافية صفاء الحب العذري نسأل .. أين هذه الأفلام من السينمات الأخرى التي تحتل دور العرض؟..
إنها نموذج عن التناقض في عالم السينما حيث تبتعد أو يتم ابعاد السينما الشاعرية الجميلة عن دور العرض التقليدية ، في وقت تحفل فيه بأفلام تجنح إلى الخيال الشرير، وتذهب بعيداً عما يريح النفس ويمس شغاف القلب.. عالم السينما ياله من عالم عجيب!