تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كل عام وكل أم بخير ..

أبجد هوز
الثلاثاء 23-3-2010م
فواز خيو

أنا شخصياً لست مع تخصيص عيد للمرأة أو للأم ، لأن هذا يعني تكريساً للرجل الأساس في كل شيء ثم يمنح بركاته للمرأة أو للأم أو لغيرها.

في الأساس الكون يقوم على الأنثى والذكر حتى في النبات. وقديماً كانت الأنثى هي الأساس. لكن الانقلاب الذكوري الأسود هو الذي جعل المرأة تابعاً للرجل. يتصدق عليها في النهار ويتوسلها في الليل .‏

وانسياقاً مع هذا التقليد الذي يجعلنا نتجاهل الأم 364 يوماً لنتذكرها في هذا اليوم، نقف مع الأم التي هي منبع الحياة وحاضنتها. وكم أشعر بالإهانة حين أرى من يحاول التقليل من قيمة المرأة أو الأم، وهو الذي ولد من رحمها وهي أمه وأخته وزوجته أو حبيبته.‏

في عيد الأم أتذكر أمي وأفضالي عليها. كل الأمهات لهن فضل على أبنائهن إلا أنا فلي فضل على أمي لأنها ستدخل الجنة بسببي. وهذا يكفيني وفاء لها.‏

كنت مشاكساً ومتعباً في كل شيء. الأهل يحبون عادة الطفل المطيع الذي يكون نسخة فوتوكبي عن الأب بطبعه وسلوكه. وأنا كنت ضد كل شيء حتى ضدي أنا. حتى حين كبرت ظلت أمي تحمل همي أكثر من الصغار لأنني مجازف، وغالباً ما أضع بيضاتي كلها في سلة واحدة، هذا إذا بقي لدي بيض. وتثور أعصابي حين يعارضني أحد ما، لأني ديمقراطي بطبعي وأؤمن بالحوار وسيلة وحيدة لفرض رأيي.‏

كنت أعتقد أنني عقوبة لأمي وأبي، وربما بعثني الله لهما كي يمحو ذنوبهما ويدخلهما الجنة. وهذا ما كان يشعرني بالرضا.‏

مع هذا كانت أمي حين تغضب مني تقول لنفسها: (حدا بجيب المصيبة لحالو ؟). كنت أسألها ألا تؤمنين بالقضاء والقدر ؟ نقطة خلاف بسيطة كانت بيني وبين أمي وأبي. وهي أنهما يريدان أن يصنعاني كما يريدان، بينما أنا أريد أن أصنعهما كما أريد. فقط هذا هو الخلاف.‏

حين تزوجت حملت جوزتي همي وصارت تقول شبه مازحة : لقد رمت أمك همها عليّ. فأقول لها: كلاكما ستدخلان الجنة بإذن الله. فترد : أي جنة ستعوض ؟ ألست في غنى عن الجنة التي ستأتي.‏

حقيقة لم أدرك تماماً ما تعانيه الأم حتى تزوجت وصرت أرى عن كثب ما تعانيه الأم، مع أن أطفالنا ورغم تمردهم فهم مهذبون جداً إذا ما قورنوا بأبيهم.‏

لأمي ولجوزتي ولكل أم في عيدها باقة ورد ومحبة، وكل عام وأنتن بخير ..‏

تعليقات الزوار

حسام بقجه جي |  H_o_vivaforever@hotmail.com | 23/03/2010 08:40

بوركت ....... لن استخدم العبارات المعلبة التي ورثناها للتعبير عن أهمية الأم أو المرأة بشكل عام ..... فقد تكفي المشاعر .. .. شكرا لك على جميع ما كتبت ليس اليوم فقط بل جميعها ... اعتذر عن قصر الرد ولكنه خيرا من الاطالة ... والسلام عليكم ورحمة الله .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1050
القراءات: 1014
القراءات: 932
القراءات: 1100
القراءات: 921
القراءات: 1592
القراءات: 995
القراءات: 977
القراءات: 4548
القراءات: 1146
القراءات: 1058
القراءات: 1061
القراءات: 1155
القراءات: 1512
القراءات: 1127
القراءات: 1190
القراءات: 1115
القراءات: 1140
القراءات: 1127
القراءات: 2878
القراءات: 2358
القراءات: 1819
القراءات: 1939
القراءات: 1186
القراءات: 1320

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية