| كل عام وكل أم بخير .. أبجد هوز في الأساس الكون يقوم على الأنثى والذكر حتى في النبات. وقديماً كانت الأنثى هي الأساس. لكن الانقلاب الذكوري الأسود هو الذي جعل المرأة تابعاً للرجل. يتصدق عليها في النهار ويتوسلها في الليل . وانسياقاً مع هذا التقليد الذي يجعلنا نتجاهل الأم 364 يوماً لنتذكرها في هذا اليوم، نقف مع الأم التي هي منبع الحياة وحاضنتها. وكم أشعر بالإهانة حين أرى من يحاول التقليل من قيمة المرأة أو الأم، وهو الذي ولد من رحمها وهي أمه وأخته وزوجته أو حبيبته. في عيد الأم أتذكر أمي وأفضالي عليها. كل الأمهات لهن فضل على أبنائهن إلا أنا فلي فضل على أمي لأنها ستدخل الجنة بسببي. وهذا يكفيني وفاء لها. كنت مشاكساً ومتعباً في كل شيء. الأهل يحبون عادة الطفل المطيع الذي يكون نسخة فوتوكبي عن الأب بطبعه وسلوكه. وأنا كنت ضد كل شيء حتى ضدي أنا. حتى حين كبرت ظلت أمي تحمل همي أكثر من الصغار لأنني مجازف، وغالباً ما أضع بيضاتي كلها في سلة واحدة، هذا إذا بقي لدي بيض. وتثور أعصابي حين يعارضني أحد ما، لأني ديمقراطي بطبعي وأؤمن بالحوار وسيلة وحيدة لفرض رأيي. كنت أعتقد أنني عقوبة لأمي وأبي، وربما بعثني الله لهما كي يمحو ذنوبهما ويدخلهما الجنة. وهذا ما كان يشعرني بالرضا. مع هذا كانت أمي حين تغضب مني تقول لنفسها: (حدا بجيب المصيبة لحالو ؟). كنت أسألها ألا تؤمنين بالقضاء والقدر ؟ نقطة خلاف بسيطة كانت بيني وبين أمي وأبي. وهي أنهما يريدان أن يصنعاني كما يريدان، بينما أنا أريد أن أصنعهما كما أريد. فقط هذا هو الخلاف. حين تزوجت حملت جوزتي همي وصارت تقول شبه مازحة : لقد رمت أمك همها عليّ. فأقول لها: كلاكما ستدخلان الجنة بإذن الله. فترد : أي جنة ستعوض ؟ ألست في غنى عن الجنة التي ستأتي. حقيقة لم أدرك تماماً ما تعانيه الأم حتى تزوجت وصرت أرى عن كثب ما تعانيه الأم، مع أن أطفالنا ورغم تمردهم فهم مهذبون جداً إذا ما قورنوا بأبيهم. لأمي ولجوزتي ولكل أم في عيدها باقة ورد ومحبة، وكل عام وأنتن بخير ..
|
|