و«القدس أولاً» يعني أخيراً الغاء أي أمل بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تبناها صاحب شعار التغيير أوباما في البدايات قولاً وأسقطها فعلاً بعد عام من رئاسته خاصة أنه بمناسبة وغير مناسبة يلتزم بالحديث عن أمن اسرائيل المزعوم وكأننا نحن من يهدد أمنها لا هي؟!
الالتزام بأمن اسرائيل يؤشر إلى أن مايطفو على السطح من حديث عن خلافات بين واشنطن وتل أبيب لايعدو مجرد كلام لتخديرنا واستلابنا وتأجيل المؤجل أصلاً من وعود والتعجيل بالضحك على لحى العرب.
رئيسة الدبلوماسية الاميركية كلينتون استغلت اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في موسكو التي بحثت ماتبقى من قضية الشرق الأوسط بتصريح ودود بثته لنتنياهو رئيس وزراء الاستيطان بامتياز بأن علاقات الحليفين قوية وطبيعية والعروة الوثقى بينهما لاتنفصل رغم الاهانة التي سددها للإدارة الاميركية؟!
ماذا بقي إذن من مواقف اميركية للدفع بمفاوضات السلام والتي أساسها حل القضية الفلسطينية التي لاتحل إلا باجبار اسرائيل على وقف الاستيطان والاعتراف بالحقوق المشروعة وباعادة الاراضي التي احتلتها عام 1967.
رباعية موسكو خرجت ببيان مكرر لايتعدى الطلب من الاحتلال وقف الاستيطان وإزالة الحواجز ووقف هدم البيوت وطرد السكان الفلسطينيين وكفى؟ اما عن آليات تنفيذه فلا نعرف تأويلها وتفسيرها.
اسرائيل سارعت لرفض البيان رغم تواضعه وادعت أنه يغتال فرص السلام؟! وهل من سلام دون الشرعية الدولية وبراع أميركي تعهد بحل الدولتين لكنه وهب اسرائيل 28.9 مليار دولار للاستمرار بهجمة استيطانية تراخى حزم أوباما أمامها بضغط المصالح واللوبي الصهيوني مع اقتراب موعد انتخابات الكونغرس التي يتوقع أن يخسر فيها حزبه الديمقراطي الكثير من المقاعد وهو لاينسى أبداً أن أي مجابهة تاريخية حصلت بين أي رئيس أميركي وحكومة اسرائيلية كانت تتراجع فيها الادارة الاميركية بالنهاية لمصلحة الضغط الصهيوني بهذا تكون اسرائيل قد فعلت ماتشاء وواشنطن ماتشاء فماذا بقي لنا نحن اصحاب القضية لنشاء؟! هل نكتفي بالحديث عن خطورة مايجري عاجلاً وعما يجب فعله آجلاً ؟! رغم أن مايجري يهدد هويتنا ووجودنا بلا استثناء.