وفي تخصيص أوقات للقاء المواطنين وفي التعاون مع الاعلاميين وتقديم المعلومات لهم بشكل مباشر وغيرها من التوجهات التي انطلقت بها الوزارة للتأكيد على اللامركزية واعطاء هـذه المفاصل دورها والتأكيد على واجبها في معالجة القضايا وشرحها وتقديمها كما يجب أن تكون وكما هو الحال في الجامعات العالمية.
هذه المقدمة ليست للتذكير بما تتوجه به الوزارة فقط بل هي للتساؤل عن جوانب لا تقل أهمية عن الجوانب العلمية في الجامعات وفي مقدمتها سؤال يطرحه واقع اللقاءات الطلابية مع المعنيين في رئاسة الجامعات فهل يتم الاستماع الى مشكلاتهم بشكل فعلي فيخرجون وهم يحملون القناعة بما يقال لهم.. أم أن العملية أصبحت (براويز) ملمعة تخفي بداخلها استهتاراً بالقضايا التي يطرحها الطلبة... وتحويل المشكلة من مكتب الى آخر... وتغيير في مواعيد المراجعات وغيرها.
أما السؤال الآخر فهو ما يطرحه الاعلاميون وما ينبع من التجارب المزعجة والمريرة التي يخوضها الكثير من الاعلاميين عندما يتوجهون لبحث مشكلة أو طرح موضوع ما مع أحد المعنيين في رئاسة الجامعات أو الكليات.
وبخاصة تلك المواقف غير المنطقية التي يواجهها اعلامي الصحف الرسمية مع بعض المعنيين في جامعاتنا الذين يضعون عشرات الحجج للاعلامي ويؤجلونه مراراً الى أن يصل الى درجة الملل من الموضوع الذي يطرحه.
نعم على أرض الواقع وحتى لا نظلم الجميع يوجد بعض نواب رئاسة الجامعة ومن هم في مفاصل يتوجب عليهم من خلالها التواصل مع الاعلام.. يتفننون في موضوع الحجج والتأجيل لتلافي أي لقاء اعلامي اذا لم يعجبهم بل من المؤسف أن يتصل الاعلامي مع أكثر من سكرتيرة لهذا المكتب وعلى مدار أيام وربما أسابيع ولا يسمح له بأخذ موعد أو لقاء مباشر مع نائب رئيس جامعة يجلس على كرسيه وراء ثلاثة أبواب مغلقة.
هذا الأمر الذي لا يليق بجامعة تصنف بالترتيب العالمي للجامعات يدفعنا لوضع هذه المسألة برسم وزارة التعليم العالي.