فالجسم الذي تسلط عينك عليه هو الذي يعكس الضوء بأطيافه ونسبه فيحدد شكله (شكل الجسم) ومحتواه وألوانه وظلاله.
عرف منذ ذاك التاريخ أن أعين بعض الحيوانات ترسل فعلاً شعاعاً فترى بموجبه. ولذلك هي ترى في الظلام وتنشط حركتها خلال الليل.. وتشتهر ببريق عينيها الليلي.. منها وحوش عديدة ومنها القطط..
كأن إسرائيل تفرض على العالم.. كل العالم.. رؤيتها وفق المبدأ القططي الوحشي.. أي أنها هي التي تنشر من حولها ما تريده أن يحدد أبعادها وأشكاله وألوانها.. لذلك العالم كله يمكنه أن يرى وفق القواعد العلمية الخلقية للبشر.. إلا إن توجه ببصره إلى إسرائيل عندها يرى بموجب محددات الرؤية التي ترسلها إسرائيل.. و ويل لمن يرى خلاف ذلك.. سيصيبه العمى حتماً.. هل في الحياة المعاصرة نشر للعمى أكثر من مقولة معاداة السامية.
قد يبدو للمتابع أحياناً أن إسرائيل أيضاً ترى على أساس المحددات التي ترسلها، أي الرؤية القطية.. لكنها ترى بمئة منظار معاً ولا تتجاهل شيئاً.. تقدم وتؤخر.. وتنتظر الفرصة المناسبة لإضافة معطى جديد تخضعه لمبدأ الرؤية القطية التي تفرضها على أعين العالم.
هكذا ترى إسرائيل اليوم أنها الفرصة الأنسب للإعلان الصريح عن مشروع الدولة العنصرية في فلسطين المحتلة.. ليس المشروع.. وإنما الإعلان عنه.. وإلا فالمشروع قائم منذ الخدمة التي قدمها الانكليز للعربان التابعين إلى يومنا هذا وإلى أن يكون غيره عبر وعد وزير خارجيتهم في حينه اللورد بلفور. إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.. بصراحة عنصرية و واضحة.
اليوم تعلن إسرائيل عن نفسها بوضوح عبر قانون يقره برلمانها أنها دولة عنصرية (دولة قومية لليهود)..!!
(طيب).. هل يرى العالم..؟! هل يرى ويسمع.. ؟!
ردة فعل العالم تشير إلى انعدام الرؤية.. وكل الصمم..
لو كان العالم يسمع ويرى.. لأدركه العلم منذ عقود طويلة.. بل منذ ما يزيد على قرن.. (حكومة صاحبة الجلالة تنظر بالعطف على رغبة اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين)..!!؟؟
سكت العالم إلا العربان.. هؤلاء ردودهم شعر ونثر وخيانة.. واليوم يلبسون الخيانة رداء التنظير والشرح.. فقد بدؤوا يفكون الحرف وينظّرون وهات يا جهل.. يا أشباه الرجال ولا رجال.. من آل خليفة إلى آل سعود ونهيان.. و.. ولا تقف السلسلة عند حدود الخليج.
اليوم هناك من يتحدث على مضض وبسرعة فينتقد قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل.. ويتظاهر الفلسطينيون في أراضي الـ 1948.. وتمضي إسرائيل بلباس الدولة الديمقراطية النعّومة المسالمة.. التجربة..
تجربة أن تقوم في هذه المنطقة، الحالة التي لا ترحم ولا تدع غيرها يرحم ولا تترك رحمة الله تمر على العباد.
as.abboud@gmail.com