تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التفاؤل ( الحكمتي ) وعدواه ..

أبجــــد هـــوز
الثلاثاء 9-2-2010م
فواز خيو

حاشية : ( الحكمتي ) جاءت هنا نسبة إلى ناظم حكمت ..

كان ناظم حكمت الشاعر التركي يسارياً مناضلاً . وكلمة يساري تعني أن تفطر وتتغدى وتتعشى مع اليساريين أو وحدك على الأقل . لا أن تفطر مع اليساريين وتتغدى مع اليمينيين . وكما يقال في العصر الحاضر أن تفطر مع المعارضة وتتغدى مع الحكومة .‏

أصلاً لا اليمين شتيمة ولا اليسار مديح . نشأ مصطلح اليسار واليمين من فرنسا حيث كان يجلس على يمين الملك النخبة من الاقطاعيين والرأسمالين وعلى يساره ممثلو عموم الشعب أي الكادحين . ومنه صار اليسار رمزاً لشعارات الطبقة المسحوقة ، واليمين رمزاً للطبقة ( إللي الله رازقها ) أي للطبقة التي حصّلت ثرواتها بعرق الطبقة الأخرى .‏

مع أن ناظم حكمت لم يكن مبدعاً كبيراً ، لكن تاريخه ونضاله حقق انتشاراً كبيراً ، غطى على قيمته الابداعية . بينما نيرودا مثلاً كان يملك قيمة ابداعية موازية تقريباً للنضالية .‏

مسألة اليسار واليمين كانت وستبقى اشكالية وخاصة في عالمنا العربي . طفلتي الصغيرة مثلاً تجلس أمامي وتقول لي هذه يدي اليمين وهذه اليسار . وأنت يا بابا ؟ أقول لها هذه يدي اليمين وهذه اليسار . وكوني أجلس أمامها فإن يدي اليمين تكون مقابل يدها اليسار . فتقول لي يا بابا لماذا يدك اليسار غير يدي اليسار واليمين أيضاً ؟‏

حيرني هذا السؤال وكيف أجيبها . فأجلسها في حضني فتتطابق يدي اليمين على يمينها ويساري على يسارها . وحين تعود وتجلس أمامي تقول لي لماذا صارت هذه اليسار وهذه اليمين ؟‏

أعادتني إلى الإشكالية . قلت لها يا بابا منذ الأزل ثمة اختلاف وإشكالية في هذا الأمر . كان الحل هو أن يجلس اليسار في حضن اليمين حتى يحصل التطابق وأحيانا العكس . المهم أن لا يكون هناك إشكال . أصلاً نادراً ما كان هناك يسار ويمين في عالمنا العربي . أثناء الشعارات الكل يطرح شعارات اليسار وحين الوصول الكل ينفذ شعارات اليمين . فلماذا نشغل أنفسنا بجدال لا مبرر له ؟‏

تعود طفلتي بخبث وهي مبتسمة ، تشبك يديها وتقول لي : ( هلق أياها اليمين وأياها اليسار) ؟‏

المهم كان أصدقاؤنا اليساريون يرددون دائما مقطعاً متفائلاً لناظم حكمت . حيث يقول : أجمل النساء تلك التي لم نرها بعد وأجمل القصائد تلك التي لم نكتبها بعد ، وهكذا . . طبعا كان مغرياً أن نتابع قصيدة ناظم حكمت ونقول استطراداً في التفاؤل : أجمل القرارات ذلك الذي لم يصدر بعد ، أجمل الضرائب تلك التي لم تفرض بعد ، أجمل المسؤولين ذلك الذي لم يعيّن بعد ، أجمل الزوايا تلك التي لم ترفض بعد ، أجمل الحكومات تلك التي لم تُشكل بعد ..‏

تعليقات الزوار

علي ديوب |  ali_day59@yahoo.com | 09/02/2010 05:33

مبدع يا فواز، كطفل.. و ابنتك فيلسوفة، كمعارضة بريئة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1049
القراءات: 1014
القراءات: 932
القراءات: 1099
القراءات: 921
القراءات: 1591
القراءات: 995
القراءات: 976
القراءات: 4548
القراءات: 1146
القراءات: 1057
القراءات: 1061
القراءات: 1155
القراءات: 1512
القراءات: 1127
القراءات: 1190
القراءات: 1115
القراءات: 1138
القراءات: 1126
القراءات: 2877
القراءات: 2358
القراءات: 1819
القراءات: 1939
القراءات: 1186
القراءات: 1320

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية