والله لأحكي كل شي... بودي أفضحه في أربع قراني البلد... لكن ... لا يا عمي لا... السكوت أحسن.
قلت له: يخرب بيتك يا أبا الجود، كم أنت هضيلة! طيب ركز أفكارك وإحك لي قصتك، حتى أفهم عليك.. أو اسكت وفضها سيرة.
قال: بصراحة؟ بودي احكي لك عن ممارسات مدير الدائرة التي أشتغل فيها. وأرجوك أن تنشرها في الجريدة . ولكن... اخاف...
قلت: من ايش؟
قال: أخاف أن يعرف مديرنا أنني الذي حكيت لك عن تصرفاته فيعاقبني مثلما حصل مع الموظفة التي تعمل في مديرية الشؤون المدنية بوزارة الداخلية بدمشق. هل تذكر زاويتك التي تحمل عنوان( سيارات الوي وي) المنشورة في ابجد هوز بتاريخ 15/7/2009؟ إنك يومها لم تكن تبالغ، فالموظف الذي يحال الى اللجنة الطبية يستحيل أن يراجع اللجنة ويجري فحصه وتصدق معاملته ويعود إلى دائرته قبل الساعة التاسعة والنصف سواء أكان يمتطي سيارة الوي وي أم حتى صاروخ اليو يو!
دهشت مما قال وسألته: وهل عوقبت الموظفة لأنها ذكرت لي تلك الحقيقة الساطعة؟
قال: ياحبذا لو أنهم فعلوا ذلك.. وقتها سيبدو تصرفهم شجاعاً.
قلت: شغلت بالي. فما الذي حصل؟
قال: لقد أحيلت تلك الموظفة على التحقيق لدى الرقابة الداخلية بسبب عدم احترامها لرؤسائها في العمل، ووجهت إليها عقوبة(الانذار) مع التلويح بتشديد العقوبة مستقبلاً.
قلت: وكيف تبدى لهم عدم احترامها لرؤسائها؟
قال: يا سيدي.. لقد أحست بأعراض مرض يمكن أن يكون خطيراً كما لو أنه( هداك المرض) يومها دخلت على مدير الشؤون الادارية لتوقع منه الإحالة المرضية. وكان وجهها -اللهم عافنا- شبيهاً بالإخطار التنفيذي الذي توجههه البلدية لساكن عقار ما بالإخلاء والهدم خلال أسبوع!
قلت: وبعدين؟
قال: بعدين مثل قبلين...يعني لا هي ولا أكبر مهرجة في العالم يمكن أن تكون قادرة على الابتسام في وجه ذلك المدير الاداري الظريف لحظة إحساسها بخطورة المرض المحتملة، وأما هو فقد اعتبر عدم ابتسامها في وجهه نوعاً من التعدي على هيبته، و(أوعز) للرقابة الداخلية بأن يجعلوها عبرة لمن اعتبر، وهذا ماكان .
فهل ترضى لصديقك أبي الجود مثل هذا الموقف الصعب؟