تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إياك أن تشتكي

أبجــــد هـــوز
الأربعاء 3-2-2010م
خطيب بدلة

كان صديقي أبو الجود يحوص في مكانه مثل دجاجة وصلت البيضة في مؤخرتها إلى لحظة الإطلاق ومع ذلك لا تجد المسكينة مكاناً مناسباً للبيض! وكان يتحدث على نحو مضطرب فيقول:

والله لأحكي كل شي... بودي أفضحه في أربع قراني البلد... لكن ... لا يا عمي لا... السكوت أحسن.‏

قلت له: يخرب بيتك يا أبا الجود، كم أنت هضيلة! طيب ركز أفكارك وإحك لي قصتك، حتى أفهم عليك.. أو اسكت وفضها سيرة.‏

قال: بصراحة؟ بودي احكي لك عن ممارسات مدير الدائرة التي أشتغل فيها. وأرجوك أن تنشرها في الجريدة . ولكن... اخاف...‏

قلت: من ايش؟‏

قال: أخاف أن يعرف مديرنا أنني الذي حكيت لك عن تصرفاته فيعاقبني مثلما حصل مع الموظفة التي تعمل في مديرية الشؤون المدنية بوزارة الداخلية بدمشق. هل تذكر زاويتك التي تحمل عنوان( سيارات الوي وي) المنشورة في ابجد هوز بتاريخ 15/7/2009؟ إنك يومها لم تكن تبالغ، فالموظف الذي يحال الى اللجنة الطبية يستحيل أن يراجع اللجنة ويجري فحصه وتصدق معاملته ويعود إلى دائرته قبل الساعة التاسعة والنصف سواء أكان يمتطي سيارة الوي وي أم حتى صاروخ اليو يو!‏

دهشت مما قال وسألته: وهل عوقبت الموظفة لأنها ذكرت لي تلك الحقيقة الساطعة؟‏

قال: ياحبذا لو أنهم فعلوا ذلك.. وقتها سيبدو تصرفهم شجاعاً.‏

قلت: شغلت بالي. فما الذي حصل؟‏

قال: لقد أحيلت تلك الموظفة على التحقيق لدى الرقابة الداخلية بسبب عدم احترامها لرؤسائها في العمل، ووجهت إليها عقوبة(الانذار) مع التلويح بتشديد العقوبة مستقبلاً.‏

قلت: وكيف تبدى لهم عدم احترامها لرؤسائها؟‏

قال: يا سيدي.. لقد أحست بأعراض مرض يمكن أن يكون خطيراً كما لو أنه( هداك المرض) يومها دخلت على مدير الشؤون الادارية لتوقع منه الإحالة المرضية. وكان وجهها -اللهم عافنا- شبيهاً بالإخطار التنفيذي الذي توجههه البلدية لساكن عقار ما بالإخلاء والهدم خلال أسبوع!‏

قلت: وبعدين؟‏

قال: بعدين مثل قبلين...يعني لا هي ولا أكبر مهرجة في العالم يمكن أن تكون قادرة على الابتسام في وجه ذلك المدير الاداري الظريف لحظة إحساسها بخطورة المرض المحتملة، وأما هو فقد اعتبر عدم ابتسامها في وجهه نوعاً من التعدي على هيبته، و(أوعز) للرقابة الداخلية بأن يجعلوها عبرة لمن اعتبر، وهذا ماكان .‏

فهل ترضى لصديقك أبي الجود مثل هذا الموقف الصعب؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 834
القراءات: 977
القراءات: 881
القراءات: 1244
القراءات: 1262
القراءات: 1009
القراءات: 1432
القراءات: 906
القراءات: 1098
القراءات: 2053
القراءات: 1212
القراءات: 1048
القراءات: 1045
القراءات: 1441
القراءات: 1027
القراءات: 1135
القراءات: 1204
القراءات: 1248
القراءات: 1077
القراءات: 1299
القراءات: 1090
القراءات: 1243
القراءات: 1174
القراءات: 1229
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية