المدارس في النرويج تقسم أماكن اللعب في باحة المدرسة الى قسمين:الأول مليء بالات اللعب والترفيه، مخصص لأطفال البلد. الثاني فقير بالألعاب،يقتصر على آلة أو اثنتين فقط هما كل المتاح للتلاميذ الوافدين. الصديق اخبرني ان ثمة خط مرسوم بالدهان بين القسمين، لايجوز للطفل الوافد تلقيه.
أهناك مايحتاج التأمل؟ لا،سوى إذا أردنا استشراف محتوى المستقبل الذي سينخرط فيه هؤلاء الأطفال،متلقي تربية التمييز والعنصرية.ابن صديقي ينزل الى الباحة منفردا منزويا لايلعب.الوالد يدعو ان يهيئ الله لابنه زميلا وافدا،عسى الاثنين يتمكنان من مواجهة العزلة.
لاجديد في هذه الكراهية سوى إنها ازدادت طردا مع تدفق اللاجئين،مضطرين او راغبين، الى تلك الدول. فلنتذكر ماكتب عن أفعال اليسار واليمين الأوربيين قبيل حزيران سنة سبعة وستين وكيف إنهما اشتركا في ذات الاوركسترا لتعبئة شعور الشارع الأوروبي مع إسرائيل و«إعداد من يريد السفر للقتال في الشرق الأوسط»
الواخز ان الأوربيين يلاحقون الذئاب بعد ان تتحول إلى وحوش. لايعيرون عملية التحول من الوداعة إلى الإجرام أي اهتمام. لايسألون كيف يناسل الذئب الواحد قطيعا من الوحوش.