ذلك بفضل الإجراءات التي اتبعت من استخدام للبطاقات وتسجيل الدور ووجود أعضاء هيئات إدارية لمساعدة الطلبة وغيرها.
ذلك مهم جدا للتخلص من مشكلة طالما تكررت مع كل تسجيل على المفاضلة ومع بداية كل سنة دراسية، إلا أن ما يحمله الطلبة اليوم من أعباء تثقل كاهلهم وتؤثر على أحلامهم واختياراتهم هو أكثر من أن يحصر في موضوع الازدحام..فالأبعاد التي حسبت لها الحسابات والتي تشغل بالهم بما فيها من ارتفاع المعدلات وما تحمله من تكهنات واحتمالات، ومشكلات الاستيعاب في هذا الاختصاص أو ذاك، وأمور المسابقات والمقابلات هي حسابات وضعت على الرف لدى الكثير من الطلبة وذويهم أمام حسابات لم تكن تخطر على البال فيما مضى...اليوم دخلت الحالة المادية في مقدمة ما يمكن أن يختاره الطالب ودخلت الجغرافيا وإمكانيات التنقل والوصول إلى الجامعة وإمكانية السكن الجامعي، وإمكانية النقل إلى كلية أخرى في حال تعثر على الطالب استكمال العام الدراسي في الكلية التي اختارها وغيرها من أمور أخرى تعود لمدى جاهزية هذه الكلية أو عدم استكمال جوانبها التدريسية.
هذه المسائل كانت حاضرة في أذهان الأهل الذين تغيرت نصائحهم لأبنائهم فلم تعد النصائح متعلقة بأهمية هذا الفرع من حيث فرص العمل في المستقبل ولا الأهمية والقيمة الاجتماعية التي تحظى بها بين الناس، النصائح اليوم تتعلق بالبحث عن مزيد من الاطمئنان على سلامة الأبناء وعلى سلامة مستقبلهم العلمي...ترتبط بموقع الكلية... وإمكانية الحصول على سكن جامعي أم لا...هل المواصلات مؤمنة وهل تتوافق أجورها مع الحالة المادية... ما هو بعد هذه الكلية وقربها من وسط المدينة...هل الكلية أو الجامعة قريبة من مناطق وخطر المسلحين والإرهابيين... وهل يستطيع الطالب الانتقال من هذه الكلية في العام المقبل إلى محافظته...و..الخ.
أحاديث كثيرة ونصائح متبادلة وعبارات تداولها الطلبة على أبواب الجامعات وهم يحملون استمارة المفاضلة فهذا يقول لا تسجل في هذه الجامعة فهي بعيدة وذاك يقول مصاريف هذه الكلية أكبر من قدراتك ووو ..نعم هي الأزمة التي تستمر في عامها الثالث والتي أثرت على الوطن بكل مكوناته وأرخت بأحمالها الثقيلة على كل شيء فسرقت الكثير من أحلام شبابنا الجامعي وغيرت مساراتهم في اختيار ما كانوا يطمحون إليه لمهنة المستقبل..هو الأمن والأمان الذي نبحث عنه جميعا تحت سقف هذا الوطن الغالي ونطلبه لطلابنا وهم يتوجهون إلى مقاعد الدراسة.