لأدهشك إصرار هذه المخلوقات على التوجه نحو الرمال بعيداً عن الماء رغم محاولات مستميتة من بعض المتطوعين لإنقاذها وإعادتها إلى حضن البحر موئلها الطبيعي.
ثمة تكهنات عدة لهذه الظاهرة, لكن معظمها يلتقي عند نقطة واحدة تقريباً: فقدان هذه المخلوقات إحساسها بالاتجاهات, واختلال قدرتها على تحسس مغناطيسية الأرض.
وأنا أشاهد مقطع الفيديو تراءى لي المشهد بشكل آخر, آلاف السوريين ممن فقدوا الإحساس بالاتجاه والشعور بمغناطيسية الأرض السورية يصرون على نطح الرمال والخروج من ماء الحياة!
مرعب إصرار بعض السوريين على الانتحار تحت عدة مسميات تبدو ساحرة, مرعب إصرار بعض العقول السورية على التوجه إلى الرمل رغم محاولات المنقذين.. مرعب هذا السوري الذي فقد صلته بالحياة وجمالاتها ومازال مصراً على جر كثير من السوريين إلى نفس المصير!
هل هو مرض أصاب العقل السوري منذ زمن فجاء الانتحار نتيجة طبيعية له؟! ما هو هذا المرض وما مسبباته؟ وهل كان من الممكن معالجته؟
بالطبع ثمة سوريون حقيقيون يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه, لكن عددهم ربما أو جهدهم أو طرقهم ليست بعد بمستوى عناد الراغبين بالانتحار وجرنا إلى ساحة الخوف والرعب والانتظار.
suzan_ib@yahoo.com