تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المزارع النصاب

أبجــــد هـــوز
الأربعاء 16-9-2009م
خطيب بدلة

قدم لي صديقي العزيز أبو الجود معلومة غريبة إلى أبعد الحدود, ملخصها أن المزارعين في بلادنا قسمان, القسم الأول نصابون,

يأكلون حقوق الناس, والقسم الثاني أقل سوءاً, يعني أنهم يدفعون للناس حقوقهم, ولكن متى؟ بعد سلسلة طويلة من التهرب والمراوغة والتسويف والمماطلة.‏

قلت لأبي الجود: صدقني, وأنا أخوك, إنني لم أسمع بمثل هذا الكلام من قبل, وعلى فرض أنني متّ البارحة, لما كنت سمعت بهذا الشيء طيلة حياتي.‏

قال: معك حق أن تقول هذا الكلام, على كل حال اعتبرني كاذبا مفتريا, واذهب بنفسك إلى المزارعين, ومن خلال الأخذ معهم والعطاء بالكلام لابد أن تصل إلى الحقيقة.‏

وإكراما للإخوة المزارعين, ولروح المرحوم أبي الذي كان مزارعا, فقد ذهبت إلى إحدى قرى محافظة إدلب, ولي فيها صديق يعمل في الزراعة, أخبرته بما سمعت, فلم يؤكد كلام أبي الجود, ولم ينفه, بل سارع إلى الاتصال بعدد كبير من المزارعين ودعاهم إلى سهرة عنده في المضافة, وحينما اكتمل نصابهم أخبرهم صديقي بما أخبرته به نقلا عن أبي الجود, فاندفعوا يتحدثون جميعاً في آن واحد, مثل عش النحل.. الأمر الذي اضطرني للاستنجاد بصديقي الذي أسكتهم ورجاهم أن يتحدث كل واحد منهم على حدة لكي أفهم أنا الحديث وأستوعب الملابسات.‏

إن ما فهمته منهم, كخلاصة للموضوع هو التالي:‏

لقد حصد هؤلاء القوم قمحهم وعدسهم وحمصهم قبل زمن يتراوح بين شهر ونصف وثلاثة أشهر, وسلموها للمؤسسة العامة لإكثار البذار التي شكرتهم- بدورها- على التزامهم بالنظام, وقالت لهم: الله يعطيكم العافية ويرزقكم ويقويكم ويديمكم ذخرا لهذا الوطن المعطاء.‏

هذا ما يتعلق بالحكي والمجاملات والذي منه, ولكن أحدا من موظفي المؤسسة لم يمد يده إلى صندوقه أو دفتر شيكاته ويدفع قرشا واحدا من أثمان هذه المواد التي تقدر في محافظة إدلب وحدها بأكثر من ثلاثمئة مليون ليرة سورية.‏

وأما العمال والفلاحون والعتالون وسائقو الشاحنات والتركتورات والبيكابات والطريزينات الذين ساهموا في جني المحاصيل وتحميلها وإيصالها معطرة ممسكة إلى أبواب مستودعات المؤسسة العامة لإكثار البذار فأصبحوا يذهبون إلى المزارعين أصحاب المحاصيل, بمعدل مرتين في كل يوم, ليطالبوهم بأجورهم وأتعابهم, فيعطونهم الوعود تلو الوعود بأن يدفعوا لهم مستحقاتهم بمجرد ما يقبضون أثمان بضائعهم من المؤسسة.‏

ومن كثرة ما طالبوهم.. ومن كثرة ما ماطل المزارعون وسوفوا وراوغوا وأقسموا الأيمان الكاذبة بأنهم سيدفعون... خرجت تلك الإشاعة التي تقول إن المزارعين نصابون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 849
القراءات: 994
القراءات: 899
القراءات: 1278
القراءات: 1278
القراءات: 1033
القراءات: 1452
القراءات: 923
القراءات: 1111
القراءات: 2086
القراءات: 1230
القراءات: 1065
القراءات: 1060
القراءات: 1457
القراءات: 1045
القراءات: 1151
القراءات: 1223
القراءات: 1264
القراءات: 1095
القراءات: 1314
القراءات: 1105
القراءات: 1260
القراءات: 1192
القراءات: 1246
القراءات: 1305

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية